في خطوة دبلوماسية بارزة، أصدرت الأردن ودول مجموعة "ميد 9" أمس الاثنين بيانًا مشتركًا حول الأوضاع في الشرق الأوسط، مؤكدين التزامهم الراسخ بتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وداعين إلى حل شامل للقضية الفلسطينية وحماية المدنيين في غزة والضفة الغربية، فضلاً عن دعم استقرار لبنان وإعادة بناء سوريا.
أشاد قادة دول "ميد 9" بدور الأردن كشريك موثوق في جهود السلام والاستقرار، مؤكدين تقديرهم لقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ومقترحه لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الفلسطينيين. كما رحبوا بانعقاد قمة شرم الشيخ للسلام وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، معتبرين أن الجهود الدبلوماسية التي أدت إلى الاتفاق تمثل نموذجًا للتعاون الإقليمي والدولي.
وفيما يخص إدارة غزة، أكد القادة على الدور الأساسي للفلسطينيين، داعين إلى مشاركة الاتحاد الأوروبي في مجلس السلام ودعم اللجنة الفلسطينية الإدارية. كما أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، مؤكدين ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية دون قيود واحترام القانون الإنساني الدولي، وتجديد دعمهم لوكالة "الأونروا" في تقديم الخدمات إلى 5.9 مليون لاجئ فلسطيني.
البيان شدد على ضرورة وقف إسرائيل لخطة الاستيطان في منطقة "E1"، والإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية، والحفاظ على الوضع القائم للأماكن المقدسة في القدس، مع التأكيد على الوصاية الهاشمية التاريخية عليها. كما جدد القادة دعمهم لسلام دائم على أساس حل الدولتين وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
على صعيد لبنان وسوريا، أكد القادة دعمهم لاستقرار لبنان واحترام سيادته وسلامة أراضيه، ودعم جهود الحكومة السورية لإعادة بناء البلاد وضمان حقوق جميع السوريين، مع تكثيف الدعم الدولي للبلدان المستضيفة للاجئين، وخصوصًا الأردن. كما أيدوا خارطة الطريق الأردنية الأمريكية السورية لإنهاء أزمة السويداء وتعزيز استقرار جنوب سوريا.
يأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعد التوترات على أكثر من جبهة، مع استمرار المعاناة الإنسانية في غزة والضفة الغربية، وتحديات إعادة الإعمار في سوريا، وضغوط اللاجئين على الأردن والدول المجاورة. ويعكس البيان موقفًا إقليميًا موحدًا يسعى للحفاظ على الاستقرار وتعزيز الحلول الدبلوماسية، في ظل تعقيدات الصراعات الإقليمية المستمرة.