المعارضة الإسرائيلية تهاجم إدارة نتنياهو للأزمة الأخيرة
شن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هجومًا شديدًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال خطابه في الكنيست، محملاً إياه المسؤولية الكاملة عن ما وصفه بـ"كارثة السابع من أكتوبر". وأكد لابيد أن الإخفاقات الأمنية والسياسية التي شهدتها إسرائيل قبل هذا التاريخ جاءت نتيجة إدارة نتنياهو للملف الأمني والاستخباراتي، وهو ما أدى إلى وصول حزب الله وإيران إلى مستوى تهديد غير مسبوق.
وجاء خطاب لابيد في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الداخلية لنتنياهو على خلفية الحرب في غزة، حيث يتهمه الرأي العام الإسرائيلي والفصائل المعارضة بعدم الاستعداد الكافي لمواجهة التهديدات الإقليمية وقال لابيد موجهاً كلامه لنتنياهو: "سيدي رئيس الحكومة، استمعت إلى خطابك وتساءلت عن الواقع الذي تعيشه، فقد تحدثت عن ضرب إيران، فهل كنت أنت المسؤول حين بنت إيران قوتها؟ وذكرت تهديد حزب الله بـ150 ألف صاروخ، فمن كان رئيس الحكومة وقتها؟".
واتهم لابيد نتنياهو بأنه جلب على إسرائيل أكبر كارثة منذ الهولوكوست، مبرزًا أن البلاد تواجه اليوم تبعات هذه السياسة على المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية واعتبر أن القيادة الحالية لم تضع خطة واضحة لمواجهة التهديدات، ما ساهم في تضاعف المخاطر على المدنيين والبنى التحتية الحيوية.
في السياق ذاته، قدم قادة المعارضة في الكنيست وثيقة تحمل 40 توقيعًا لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات السابع من أكتوبر، بهدف مساءلة القيادة السياسية عن القرارات السابقة واستعادة الثقة في الدولة.
وتشير التحليلات إلى أن هذا التحرك يعكس حالة الاستياء الشعبي من إدارة نتنياهو للأزمات الأمنية ويضغط على الحكومة لتقديم تفسيرات واضحة.
الخطاب يأتي أيضًا في إطار منافسة سياسية محتدمة قبيل الانتخابات القادمة، حيث يسعى لابيد لتعزيز موقعه السياسي عبر استثمار الأخطاء الأمنية للحكومة الحالية، واستثمار غضب الشارع الإسرائيلي على الأوضاع الأمنية ويظهر هذا الموقف تزايد الانقسام الداخلي حول السياسات الدفاعية والاستراتيجية في إسرائيل، وسط مخاوف متصاعدة من تصاعد التوترات الإقليمية في ضوء التهديدات المستمرة.
