ريف حمص يفضح معتقلات سرية للنظام السوري السابق

2025.10.20 - 10:03
Facebook Share
طباعة

عثرت قوى الأمن الداخلي في ريف محافظة حمص على سجن سري تحت الأرض، استخدمه النظام السابق لاحتجاز المدنيين وتعذيبهم خلال فترة الثورة. جاء اكتشاف الموقع في منطقة المخرم بريف حمص الشرقي، شمال قرية بويضة السلمية، أثناء عمليات تفتيش وبحث قامت بها الشرطة عن أماكن يشتبه في استخدامها لأغراض مشبوهة قبل نحو عشرة أيام.

السجن عبارة عن مخبأ تحت الأرض مزود بباب حديدي مغلق، ويحتوي على تجهيزات مثل فرش إسفنجية وأغطية صوفية، وأدوات كانت تُستخدم في التعذيب مثل العصي والحبال. كما عُثر داخله على كتب ومطبوعات موجهة للمليشيات المدعومة من النظام السابق، وهو متصل بنفق طوله حوالي 40 مترًا وعمقه نحو خمسة أمتار، ما يُظهر التخطيط الدقيق لإنشاء هذا الموقع السري.

وليس هذا الاكتشاف الأول من نوعه في محافظة حمص، حيث عثرت قوى الأمن في 24 سبتمبر/أيلول الماضي على سجن آخر تحت الأرض قرب قرية أبو حكفة، كان يستخدم نفس النظام لاحتجاز المدنيين. ويعزز هذا النوع من الاكتشافات الأدلة المادية على الممارسات القمعية التي اتبعها النظام السابق، ويمنح مصداقية أكبر لتقارير الثوار والمعارضة حول وجود سجون سرية ومعتقلات غير رسمية بعيدة عن الرقابة الرسمية.

وقد أكدت الإدارة السورية الجديدة، على لسان عدد من مسؤوليها، أن محاسبة مرتكبي الجرائم في عهد النظام السابق وتقديمهم للعدالة ستظل أولوية قصوى، ضمن مساعي تحقيق المساءلة والعدالة للضحايا. وتأتي هذه الاكتشافات بعد أن تمكنت فصائل سورية من السيطرة على البلاد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، منهية بذلك 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، ما يمثّل بداية مرحلة جديدة في البلاد تتضمن مراجعة ما حدث ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بحق المدنيين.

هذا الكشف الأخير عن السجون السرية يسلط الضوء على حجم الانتهاكات التي حدثت خلال سنوات الصراع، ويؤكد الحاجة إلى استكمال التحقيقات لتوثيق كل ما يتعلق بالاعتقالات والتعذيب والاحتجاز غير القانوني، لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات في المستقبل وتحقيق العدالة للمتضررين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4