كشف جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة عن مأساة جديدة في ظل الدمار الشامل الذي خلفته الحرب الأخيرة، مؤكداً أن نحو عشرة آلاف شهيد ما زالوا عالقين تحت أنقاض المنازل المدمرة في مختلف أنحاء القطاع، فيما تواجه الطواقم الميدانية صعوبات هائلة في انتشال الجثامين بسبب نقص المعدات والتحديات الأمنية واللوجستية.
أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني أن عملية انتشال الشهداء معقدة للغاية وتتطلب تدخل فرق متخصصة ومعدات ثقيلة، وهو ما يفتقر إليه الجهاز منذ اندلاع الحرب. وأضاف أن الإمكانيات المحدودة والطابع الخطير للمناطق المدمرة يعيق استمرار عمليات البحث والإنقاذ بشكل فعال، رغم توقف القصف نسبيًا بعد وقف إطلاق النار الأخير.
وأشار إلى أن مدينة غزة وحدها تضم حوالي أربعة آلاف شهيد تحت الأنقاض، مع استثناء أحياء مثل تل الهوى والزيتون، التي لم تتمكن الطواقم من الوصول إليها بسبب حجم الدمار وخطورة العمل هناك، مما يزيد من مأساة العائلات التي تنتظر معرفة مصير ذويها.
وأكد الدفاع المدني أن الجهاز يتلقى يوميًا مناشدات مؤلمة من العائلات التي تبحث عن أقاربها المفقودين منذ شهور، مبينًا أن هناك قائمة طويلة بأسماء الشهداء الذين لم يُستخرجوا بعد. وأضاف المتحدث أن هذه الكارثة الإنسانية تتطلب تدخلًا عاجلًا من المنظمات الدولية لتوفير المعدات والتمويل اللازم لدعم جهود الإغاثة والبحث عن المفقودين.
تعكس هذه المأساة حجم الدمار الذي حل بقطاع غزة، بعد حرب إبادة أوقعت آلاف الضحايا المدنيين ودمرت البنية التحتية بالكامل. ووفق منظمات دولية، فإن نقص المعدات الثقيلة والتمويل المستمر للحروب الداخلية يحول دون قدرة الدفاع المدني على القيام بعمليات واسعة لاستعادة الجثامين وتأمين الأحياء المتضررة.
تثير هذه الأرقام صدمة كبيرة على المستوى الإنساني، حيث يُظهر حجم الخسائر البشرية التحديات الهائلة أمام جهود الإغاثة والإعمار. كما يشير الخبراء إلى أن استمرار الحصار وتدهور البنية التحتية يفاقم من الأزمات، ويؤكد ضرورة تدخل المجتمع الدولي لدعم جهود الإغاثة وفتح ممرات آمنة للطواقم المدنية لتفادي كارثة إنسانية أكبر.
مع توقف القتال نسبيًا، يبقى العمل على الأرض صعبًا ومحفوفًا بالمخاطر، بينما تعيش آلاف العائلات الفلسطينية أيامها الأكثر ظلمة وهي تنتظر معرفة مصير أحبائها. ويظل دعم الطواقم الميدانية وتوفير المعدات الثقيلة والخبرات اللازمة العامل الأساسي لإنقاذ من تبقى تحت الأنقاض، قبل فوات الأوان.