ماذا سيحل باقتراع المغتربين في لبنان قبل أيار 2026؟

2025.10.20 - 04:39
Facebook Share
طباعة

تستمر الأجواء الانتخابية اللبنانية في التخبّط، مع اقتراب الاستحقاق النيابي المقرّر في أيار 2026، فيما يظل مصير اقتراع اللبنانيين غير المقيمين غامضاً ومليئاً بالتضارب بين التصريحات الرسمية، هذه المسألة لا تتعلق فقط بعدد المقاعد، بل بكيفية ممارسة المغترب حقه الانتخابي وتأثيره المحتمل على خريطة البرلمان المقبلة.

رئيس الحكومة أعلن أن الانتخابات ستجري في موعدها مع إمكانية تعديل القانون لتطبيق كوتا نسائية بنسبة 30٪، بينما يؤكد رئيس مجلس النواب الالتزام بالقانون النافذ مع الإبقاء على الدائرة 16 للمغتربين (ستة مقاعد فقط) وزير الداخلية والبلديات كرّر أن التحضيرات اللوجستية تسير وفق القانون الحالي، دون أي تعديل، في حين يتحدث زعماء سياسيون آخرون عن إمكانية إلغاء مقاعد المغتربين.

تسجيل المغتربين… حماسة متزايدة رغم الغموض

وزارة الخارجية أبلغت عن تسجيل أكثر من 12 ألف مغترب خلال أول 14 يوماً من فتح باب التسجيل، في خطوة تعكس حماسة ملحوظة بالرغم من عدم وضوح الموقف الرسمي هذا الرقم لا يزال أقل من تسجيل الانتخابات السابقة لعام 2022، لكنه يوضّح رغبة واسعة في المشاركة حتى مع عدم اليقين القانوني والسياسي المحيط بالاستحقاق.

الجدل لم يقتصر على العدد، بل وصل إلى أسلوب إدارة العملية الانتخابية، إذ تقوم وزارة الداخلية بغربلة التسجيلات للتأكد من قانونيتها، ما يؤدي إلى فرق في الأرقام بين ما تعلنه الخارجية وما تُوافق عليه الداخلية.

السيناريوهات المطروحة:

هناك عدة سيناريوهات محتملة تتعلق بمصير اقتراع المغتربين:

1. إبقاء القانون الحالي: يسمح للمغتربين بالتصويت فقط على ستة مقاعد، مع انعقاد الانتخابات في موعدها دون تعديل.

2. إلغاء التصويت في الخارج: يضطر الراغبون في التصويت للحضور شخصياً إلى لبنان، ما يعني تعديل القانون الحالي وإلغاء الدائرة 16.

3. تعديل القانون لتوسيع المشاركة: إذا أُدرج بند تعديل القانون في جلسة مجلس النواب، قد يحصل الدعم الكافي من القوى السياسية لزيادة عدد المقاعد المغتربة أو السماح لهم بالتصويت لكامل النواب الـ128.

تأثير القرار على المشهد السياسي:

أي قرار حول اقتراع المغتربين سيكون له تداعيات مباشرة على التوازنات داخل البرلمان توسيع المشاركة أو الإبقاء على المقاعد الستة قد يغير التحالفات البرلمانية، ويؤثر على الكتل الكبرى والصغيرة على حد سواء.
تعديل القانون لزيادة عدد المقاعد سيعطي فرصة لأحزاب معينة لتعزيز نفوذها، بينما إلغاء التصويت في الخارج يحدّ من تأثير المغتربين ويترك المعركة محصورة بين الناخبين داخل لبنان.

حماسة المغتربين وتأثيرها:

الأرقام الأولية للتسجيل توضح رغبة المغتربين في ممارسة حقهم الانتخابي، وهو ما قد يزيد الضغوط على المسؤولين لتوضيح الموقف النهائي قبل اقتراب الموعد.
هذا التفاعل يُظهر أن الناخب المغترب ليس مجرد رقم، وانما لاعب مؤثر في المشهد الانتخابي، وقد يغير التوازنات في حال تم اعتماد التصويت الكامل له.

الاستحقاق بين الغموض والضغوط:

مع استمرار تضارب التصريحات وتباين مواقف الأطراف السياسية، يبقى الاستحقاق النيابي محاطاً بعدم اليقين قرار قريب أو إرجاء طفيف قد يكون الحل لتسهيل مشاركة المغتربين، بينما أي تأجيل طويل أو غياب التوافق سيؤدي إلى مزيد من الإرباك والخلافات داخل مجلس النواب وخارجه. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8