غارات إسرائيلية جنوب لبنان وتحليق مسيّرة في سماء بيروت
4676.jpg)
شهد الجنوب اللبناني، اليوم الاثنين، تصعيدًا ميدانيًا جديدًا بعد نحو عام على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، إذ شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي ثلاث غارات على مناطق العيشية – المحمودية والجرمق في قضاء جزين، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وفي تطور لافت، حلّقت طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق العاصمة بيروت وصولاً إلى الضاحية الجنوبية على علو منخفض جدًا، في خرق واضح للأجواء اللبنانية التي يفترض أن تكون خاضعة لرقابة الجيش وقوات "اليونيفيل" ضمن بنود الهدنة.
ويأتي هذا التصعيد رغم اتفاق وقف النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر من العام الماضي بوساطة أميركية وفرنسية، والذي نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الحدودية التي توغلت داخلها، وعلى تراجع حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
لكنّ إسرائيل أبقت على وجودها العسكري في خمس تلال جنوب لبنان، بينما ردّ حزب الله برفض قرار الحكومة اللبنانية الصادر في أغسطس الماضي بتجريده من السلاح، معتبراً الخطوة "استجابة للضغوط الأميركية" وتهديداً لـ"المعادلة الدفاعية" في وجه إسرائيل.
ويثير خرق الأجواء اللبنانية اليوم مخاوف من انهيار الهشاشة التي تحكم وقف النار، خصوصاً مع تبادل الطرفين الاتهامات بخرق الاتفاق والقيام بعمليات استطلاع وهجمات متفرقة على الحدود.
اندلعت المواجهة الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل في صيف 2024، واستمرت عاماً كاملاً، قبل أن تنتهي باتفاق هدنة رعته واشنطن وباريس لتجنب حرب شاملة تمتد إلى الجبهة السورية والفلسطينية، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن التسوية لم تُنهِ أسباب التوتر القائم بين الطرفين، بل جمّدته مؤقتاً.
