اتهامات إسرائيلية لمصر بانتهاك السيادة.. مناورة سياسية أم تصعيد دبلوماسي جديد؟

2025.10.20 - 02:10
Facebook Share
طباعة

أثارت تصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي شالوم دانينو، التي اتهم فيها مصر بـ"انتهاك سيادة إسرائيل" عبر ما قال إنه تساهل مع عبور طائرات مسيّرة مسلحة من الحدود، جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية. وتأتي هذه التصريحات في لحظة دقيقة من العلاقات المصرية – الإسرائيلية، التي تشهد توترات مكتومة منذ أشهر على خلفية الحرب في غزة، والخلافات المتصاعدة حول إدارة المعابر والحدود الجنوبية للقطاع.

 

قال دانينو، العضو عن حزب الليكود، في مقابلة مع إذاعة Radio Darom، إن "نحو 900 طائرة مسيّرة دخلت الأراضي الإسرائيلية من الحدود المصرية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة"، مشيرًا إلى أن بعضها "كان محمّلًا بأسلحة ثقيلة تشمل صواريخ من نوع لاو ورشاشات ومسدسات".

وعدّ دانينو هذه الظاهرة "انتهاكًا متكررًا للسيادة الإسرائيلية"، مطالبًا حكومة تل أبيب بـ"موقف سياسي وتشريعي حازم" تجاه القاهرة. كما شبّه بين التهديدات الآتية من الحوثيين وتلك التي قال إنها تأتي من الحدود المصرية، قائلاً: "كلاهما يشكل خطرًا مباشرًا على أمن إسرائيل."

ورغم لهجته التصعيدية، حاول دانينو التخفيف من وقع اتهاماته، مؤكدًا أنه "لا يعتقد أن مصر تتصرف بوعي أو تعمّد"، لكنه شدّد على ضرورة أن تضمن تل أبيب "عدم حدوث ذلك بتغاضٍ أو إهمال".

وأشار النائب إلى وجود "ثغرات قانونية" تعيق التعامل مع الظاهرة، موضحًا أن القوانين الحالية لا توفر آلية واضحة لمعاقبة المهربين حين تكون الطائرات محملة بالأسلحة بدل السلع. وكشف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كلّفه بإعداد خطة منهجية لمعالجة الملف، وأن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بدأ بتنسيق الجهود بين الأجهزة الأمنية.

 


تأتي تصريحات دانينو في سياق حملة سياسية داخل إسرائيل تهدف لتشديد الرقابة الأمنية على الحدود الجنوبية، وسط تصاعد الجدل حول دور مصر في ضبط الحدود مع غزة وسيناء. وتُقرأ هذه التصريحات أيضًا كجزء من ضغوط يمينية على حكومة نتنياهو لإعادة النظر في ترتيبات التعاون الأمني مع القاهرة، خصوصًا بعد تزايد الهجمات بالطائرات المسيّرة من اتجاهات مختلفة في الأشهر الأخيرة.

وفي المقابل، لم يصدر عن القاهرة أي تعليق رسمي حتى الآن، غير أن مصادر دبلوماسية مصرية عادة ما تصف هذه الاتهامات بأنها "محاولات إسرائيلية لصرف الأنظار عن إخفاقات أمنية داخلية".

ويشير مراقبون إلى أن هذه الحملة الإعلامية قد تكون تمهيدًا لتصعيد دبلوماسي، أو لاستخدام الملف كورقة ضغط على مصر في المفاوضات المتعلقة بحدود غزة، ما يجعل من هذه التصريحات أكثر من مجرد تحذير أمني، بل رسالة سياسية موجّهة إلى القاهرة وواشنطن على حدّ سواء.

 


في ظل هذا التصعيد اللفظي، يبدو أن العلاقات المصرية – الإسرائيلية تقف على عتبة مرحلة جديدة من التوتر، تتقاطع فيها الحسابات الأمنية مع المناورات السياسية. وبينما تسعى تل أبيب لتصدير أزماتها الأمنية إلى الخارج، تبقى القاهرة حريصة على ضبط خطابها، مدركةً أن أي انزلاق في هذا الملف قد يفتح الباب أمام أزمة إقليمية جديدة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7