في تطور لافت على الساحة اللبنانية، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أن مبادرة الرئيس جوزيف عون لإطلاق مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تأتي في سياق محاولة لإعادة تحريك المسار الدبلوماسي المتعثر برعاية الولايات المتحدة، وسط تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية واستمرار خروقات وقف النار.
وأوضح سلام في تصريحات صحفية، أن مبادرة الرئيس عون تهدف بالدرجة الأولى إلى "حض واشنطن على التدخل لإنقاذ المفاوضات غير المباشرة" التي تعثرت نتيجة ما وصفه بـ"رفض إسرائيل الالتزام بوقف الأعمال العدائية المنصوص عليها في الاتفاق".
وأضاف أن المفاوضات التي تجرى في الناقورة برعاية هيئة الرقابة الدولية، برئاسة الجنرال الأمريكي مايكل ليني، وصلت إلى "حائط مسدود" بسبب إصرار إسرائيل على خرق وقف إطلاق النار وتماديها في الاعتداءات، بينما يلتزم لبنان بتطبيق بنود الاتفاق بحرفية.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر حكومية أن سلام يراهن على تجاوب الإدارة الأمريكية مع مبادرة عون، باعتبارها "فرصة لفتح ثغرة يمكن البناء عليها لتطبيق القرار الدولي 1701، كأساس لتثبيت اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل عام 1949، بما يشمل ترسيم الحدود الدولية بين البلدين".
وفي تصريحات سابقة، أكد الرئيس عون أن "التفاوض بين لبنان وإسرائيل ليس سابقة"، مذكّراً باتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية وأممية، متسائلاً: "ما الذي يمنع تكرار التجربة لحل القضايا العالقة، خصوصاً وأن الحرب لم تُنتج أي حل؟".
وأضاف عون أن "إسرائيل نفسها ذهبت للتفاوض مع حركة حماس بعدما فشلت الحرب في تحقيق أهدافها"، مشيراً إلى أن "المرحلة الحالية تتطلب حلولاً وتسويات سياسية، على أن يُحدد شكل التفاوض في حينه".
تأتي مبادرة عون في ظل استمرار الاشتباكات المحدودة على الحدود الجنوبية اللبنانية، وسط تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة. كما تتزامن مع مساعٍ أمريكية لتهدئة التوتر وإعادة تفعيل قنوات التواصل بين بيروت وتل أبيب في إطار تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن عقب حرب 2006.
التحرك اللبناني الجديد يعكس رغبة في استباق أي ترتيبات إقليمية محتملة تتعلق بملف الحدود، وضمان دور لبناني فاعل في أي مسار تسوية مقبل.