عرض أمريكي للبنان لنزع سلاح حزب الله مقابل إدماجه سياسياً

واشنطن تراهن على “اللحظة الإقليمية”.. وبيروت منقسمة بين الفرصة والرفض

2025.10.20 - 10:32
Facebook Share
طباعة

كشف المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، عن تفاصيل عرض أمريكي جديد قُدم إلى الحكومة اللبنانية، يهدف إلى نزع سلاح حزب الله تدريجياً مقابل تحويله إلى كيان سياسي شرعي ضمن الحياة الحزبية اللبنانية، في إطار رؤية واشنطن لتحقيق ما تسميه “سلاماً شاملاً في الشرق الأوسط”.

وقال باراك، في مقال نشره على منصة “إكس” بعنوان “سوريا ولبنان: الخطوة التالية نحو سلام شامل في الشرق الأوسط”، إن الخطة الأمريكية قوبلت بالرفض داخل مجلس الوزراء اللبناني بسبب الانقسامات السياسية الحادة، في وقت ترى فيه واشنطن أن “الفرصة التاريخية” لا تزال متاحة أمام بيروت للانخراط في مسار التطبيع الإقليمي.

 


من شرم الشيخ إلى بيروت: هندسة شرق أوسط جديد

أشار باراك إلى أن 13 أكتوبر 2025 شكّل “لحظة فارقة” في دبلوماسية المنطقة، حين اجتمع قادة العالم في شرم الشيخ لدعم مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكوّنة من عشرين بنداً، والتي تهدف إلى إعادة بناء المنطقة على أسس تعاون اقتصادي وأمني مشترك بعد وقف الحرب في غزة.
وبرأي باراك، فإن “ما بدأ كهدنة في غزة تحول إلى بداية حقيقية لشراكة إقليمية جديدة تقوم على الفرص بدلاً من الصراع”.

وفي هذا السياق، رأى أن سوريا استعادت موقعها في منظومة الأمن الإقليمي بعد تقاربها مع كل من تركيا وإسرائيل، بينما يبقى لبنان الحلقة الأضعف بسبب “هيمنة حزب الله التي تشلّ القرار الوطني وتخيف المستثمرين وتثير القلق الإسرائيلي”.

 


فشل اتفاق 2024 ومسار جديد تحت إدارة ترامب

توقف باراك عند اتفاق وقف التصعيد في لبنان الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2024 برعاية إدارة الرئيس السابق جو بايدن، قائلاً إن الاتفاق فشل بسبب “غياب آلية تنفيذ واضحة واستمرار الدعم الإيراني لحزب الله”، فضلاً عن “الانقسام السياسي العميق داخل بيروت”.

وأوضح أن الخطة الأمريكية الجديدة تقترح نزع السلاح على مراحل مقابل حوافز مالية واستثمارات مباشرة، إلى جانب دعم عسكري للجيش اللبناني الذي تعتبره واشنطن “الضامن الوحيد لسيادة الدولة”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة خصصت أكثر من 200 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني خلال الشهر الجاري، إلى جانب “تغطية دبلوماسية” لتحول حزب الله إلى كيان سياسي سلمي.

 


بين الضغط والفرصة

يؤكد باراك أن المبادرة الأمريكية تتزامن مع تحولات أوسع في الإقليم، حيث تتسارع خطوات دول عربية نحو تحجيم نفوذ إيران ووكلائها. ويرى أن “لبنان يقف أمام لحظة حاسمة”، فإما أن “يستعيد الدولة احتكار السلاح ويفتح الباب أمام انتعاش اقتصادي واسع”، أو “يفوّت فرصة الاندماج في النظام الإقليمي الجديد”.

ويختم المبعوث الأمريكي مقاله بالتشديد على أن نزع سلاح حزب الله ليس مطلباً إسرائيلياً فحسب، بل مصلحة لبنانية داخلية، معتبراً أن واشنطن وشركاءها مستعدون لدعم بيروت “إذا ما قررت أخيراً السير في طريق السلام والسيادة”.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9