واشنطن تطرح "صفقة ما بعد الحرب".. غزة خالية من حماس وبإدارة خاضعة لمجلس ترامب

2025.10.20 - 10:27
Facebook Share
طباعة

في خطوة تكشف ملامح توجه أمريكي جديد حيال قطاع غزة بعد عام من الحرب، أعلن المبعوثان الأمريكيان جاريد كوشنر وستيف ويتكوف عن تفاصيل خطة شاملة أعدتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، تهدف إلى نزع سلاح حركة حماس وإعادة بناء القطاع من خلال ما وصفاه بـ"آلية سلام وإعمار منضبطة وشفافة".

 


هيئة حاكمة مؤقتة ومجلس سلام برئاسة ترامب

خلال مقابلة مع قناة CBS News، أوضح كوشنر أن الإدارة بدأت بوضع أسس هيئة حاكمة مؤقتة في غزة تخضع لما يسمى مجلس السلام الذي سيرأسه ترامب شخصياً، مشيراً إلى أن المجلس سيضم فلسطينيين وخبراء دوليين لإدارة المرحلة الانتقالية.

وقال كوشنر إن "الحديث عن ديمقراطية في غزة ما زال مبكراً"، مضيفاً أن الأولوية هي "إعادة النظام الإداري للعمل بشكل فعّال خلال مرحلة إعادة الإعمار الحساسة".

وأضاف أن الهدف هو "تأسيس حكومة نزيهة وشفافة"، مؤكداً أن المجلس لن يسمح باستبدال "حكومة فاسدة بأخرى فاسدة".

 


خطة من عشرين نقطة وبرنامج لشراء الأسلحة

كشف ويتكوف أن الخطة تتألف من عشرين بنداً رئيسياً، تشمل ترتيبات أمنية وسياسية واقتصادية، مؤكداً أن المرحلة الأولى تتركز على نزع سلاح الفصائل في القطاع عبر برنامج لشراء الأسلحة، يهدف إلى منع "حماس من استعادة السيطرة بالقوة".

وأشار إلى أن واشنطن لا تعتزم إرسال قوات أمريكية إلى غزة، قائلاً إن هذا الاحتمال "ضعيف جداً"، بينما شدد كوشنر على أن "ذلك ليس خياراً مطروحاً".

 


إعادة الإعمار.. 50 مليار دولار وتنسيق إقليمي

تقدّر تكلفة إعادة الإعمار بنحو 50 مليار دولار، وفق ويتكوف، الذي أوضح أن "التمويل سيأتي من دول الشرق الأوسط ومن مساهمات أوروبية".
وأضاف أن جمع الأموال "سيكون الجزء الأسهل"، بينما يبقى التحدي الحقيقي في إعداد خطة شاملة ومستدامة تضمن عدم عودة التوتر أو الانقسام السياسي.

وقال ويتكوف إن "هناك مقاولين من دول عربية وإقليمية بدأوا التواصل بالفعل لتنفيذ مشاريع البنية التحتية"، مشيراً إلى أن "الدعم الإقليمي سيكون حاسماً لنجاح العملية".

 

الفراغ في السلطة وتحدي بديل حماس

حذر كوشنر من أن "الفراغ السياسي القائم قد يسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها"، مؤكداً أن "نجاح الخطة يعتمد على إنشاء بديل سياسي فعّال قادر على إدارة القطاع وضمان الأمن".
وقال إن "فشل هذا المسار يعني عودة غزة لتكون تهديداً دائماً لإسرائيل"، مشدداً على ضرورة التزام جميع الأطراف بشفافية التنفيذ.

 


تأتي تصريحات كوشنر وويتكوف في سياق محاولة أميركية لإعادة فرض نفوذ واشنطن في الملف الفلسطيني، في ظل انشغال إسرائيل بأزماتها الداخلية وتراجع ثقة الشارع الفلسطيني بالسلطة القائمة.
كما تشير الخطة إلى عودة محتملة لدور ترامب في الشرق الأوسط، ليس فقط بصفته رئيساً سابقاً بل كزعيم يحاول صياغة "سلام جديد" وفق مقاييسه الخاصة.

لكن العقبة الكبرى تبقى في مدى قبول الفلسطينيين والعواصم العربية بهذه الصيغة التي قد تُفسّر كـ"وصاية أمريكية جديدة" على القطاع، وسط شكوك حول واقعية نزع سلاح حماس دون حل سياسي شامل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4