كشفت مصادر إيرانية عن اتصالات سرية بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، في خطوة اعتُبرت تمهيداً لاستئناف المحادثات النووية المتوقفة منذ أشهر، وسط حديث عن لقاء محتمل في الدوحة أو مسقط خلال الأيام المقبلة.
ووفقاً لصحيفة هفت صبح الإيرانية، فقد بدأت هذه الاتصالات في أعقاب دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من على منبر الكنيست الإسرائيلي الأسبوع الماضي إلى "صفقة سلام مع إيران"، في تصريح وُصف بأنه انعطافة مفاجئة في خطاب الإدارة الأمريكية تجاه طهران، بعد سنوات من التوتر والضغوط القصوى.
مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية قال لصحيفة الجريدة إن عراقجي وويتكوف تبادلا اتصالات "مباشرة وغير معلنة" خلال الأيام الأخيرة، تناولت آليات استئناف الحوار النووي وتحديد جدول أولي لاجتماعات تفاوضية سرية في إحدى العاصمتين الخليجيتين – قطر أو عمان – المعروفتين بدورهما الوسيط في الملفات الإقليمية الحساسة.
وفي موازاة ذلك، دخلت القاهرة على خط الوساطة، إذ أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن تحركات مكثفة لخفض التصعيد وتهيئة الظروف لعودة المفاوضات بين واشنطن وطهران. وأوضحت أن الوزير بدر عبدالعاطي أجرى اتصالات مع كل من عراقجي، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، والمبعوث الأمريكي ويتكوف، لمتابعة مستجدات الملف النووي.
وأكد بيان الخارجية المصرية أن هذه التحركات تأتي استكمالاً للزخم الدبلوماسي الذي تولّد عقب توقيع اتفاق القاهرة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في 9 سبتمبر الماضي، مشدداً على ضرورة بناء الثقة وتهيئة المناخ السياسي من أجل اتفاق شامل يراعي مصالح جميع الأطراف ويعزز الأمن والاستقرار الإقليمي.
تزامن التحركات الإيرانية والأمريكية مع الوساطة المصرية يشير إلى إمكانية استئناف المسار الدبلوماسي خلال الأسابيع المقبلة، خصوصاً في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة على طهران والحاجة الأمريكية إلى تهدئة الجبهات الإقليمية في عام انتخابي محتدم.
كانت مفاوضات فيينا قد توقفت أواخر 2023 إثر تصاعد التوتر بين إيران والغرب حول مستوى تخصيب اليورانيوم، فيما فشلت محاولات أوروبية لاحقة في إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. ومع دخول أطراف عربية، كالقاهرة ومسقط والدوحة، على خط الوساطة، يبدو أن المنطقة أمام مرحلة جديدة من الدبلوماسية المتعددة المسارات قد تعيد ترتيب موازين القوى بين طهران وواشنطن.