مصر تتصدر جهود إعادة إعمار غزة بدعم دولي ومشاركة شعبية
أجرت مصر سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية مع عدة دول أوروبية وأمريكية لتنسيق جهود إعادة إعمار غزة، تمهيدًا للمؤتمر الدولي المزمع عقده في نوفمبر المقبل.
ناقش وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، خلال اتصالاته مع نظرائه في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وكندا، التحضيرات الجارية لتنفيذ خطط التعافي المبكر وإزالة الركام والمتفجرات من القطاع، بما يضمن إدخال المساعدات الإنسانية وبدء إعادة البنية التحتية الأساسية.
الخطوات المصرية تهدف إلى تفعيل خطط إعادة الإعمار وفق رؤية متكاملة تحافظ على حقوق السكان الفلسطينيين، وتنسق مع الخطط العربية الإسلامية وخطة السلام الأمريكية وأبدت الدول الأربع تقديرها للدور المصري في دعم الاستقرار الإقليمي، وأكدت حرصها على التعاون في ملفات إعادة الإعمار والتنمية في غزة.
بعد نجاح جهود وقف الحرب، يجري حالياً تحديث خطة إعادة الإعمار بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية لتقييم حجم الدمار والخسائر وتحديد أولويات العمل على الأرض، والتي تشمل إزالة الأنقاض والمتفجرات لضمان وصول المساعدات، وتأهيل المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس، وتجهيز القطاع لمرحلة إعادة البناء الشاملة.
المؤتمر الدولي المزمع انعقاده في نوفمبر سيوفر منصة لمشاركة واسعة من الدول المانحة والمنظمات الدولية، بهدف ضمان التمويل الكافي وتنظيم جهود إعادة الإعمار بشكل متسق، لتسريع استقرار حياة السكان الفلسطينيين وتحقيق تعافي مستدام بعد سنوات من الدمار والنزوح القسري.
وفي إطار الجهود المحلية، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الشعب المصري إلى المساهمة الفاعلة في جهود الإعمار، تعبيرًا عن التضامن والمسؤولية تجاه الأشقاء الفلسطينيين، كلف السيسي رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية لدراسة إنشاء آلية وطنية لجمع مساهمات وتبرعات المواطنين في إطار تمويل إعادة إعمار قطاع غزة.
وجاءت دعوة السيسي خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ42 التي نظمتها القوات المسلحة في إطار احتفالات مصر بالذكرى الـ52 لنصر أكتوبر، حيث استعرض خلالها الجهود المصرية المكثفة على مدار العامين الماضيين لوقف الحرب في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، والتي تُوّجت بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وعقد قمة السلام بشرم الشيخ.
من جانبه، أكد السيسي حرص الدولة على تجاوز التحديات وبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة، مشيدًا بدور الرئيس الراحل محمد أنور السادات في اتخاذ قرارات تاريخية أعادت الكرامة الوطنية، ومثمّنًا دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مساعي وقف الحرب.
تسعى هذه الخطوات المصرية، المحلية والدولية، إلى إبراز دور مصر كوسيط إقليمي أساسي في ترتيب الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة، مع التركيز على الجانب الإنساني والتنموي بعيدًا عن أي تصعيد سياسي أو عسكري.
