رهان نتنياهو الأخير: اتفاق سلام عربي لإنقاذ مستقبله السياسي

2025.10.18 - 10:11
Facebook Share
طباعة

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يسعى إلى تحقيق اختراق دبلوماسي جديد خلال العام المقبل عبر توقيع اتفاقيات سلام مع السعودية وإندونيسيا، في محاولة لتثبيت موقعه السياسي قبل التوجه إلى انتخابات مبكرة من المقرر أن تُجرى في يونيو 2026 بدلًا من الموعد القانوني في نوفمبر من العام نفسه.

ووفقًا لتقرير بثّته هيئة "كان" الإسرائيلية، فقد وضع نتنياهو خطته الانتخابية على أساس تحقيق "إنجاز خارجي ضخم" يعيد له الزخم بعد التحديات السياسية والداخلية التي واجهها خلال العام الجاري، خصوصًا في ظل استمرار الحرب في غزة وتراجع الثقة الشعبية بحكومته.

رهان نتنياهو على "السلام العربي"

مصادر سياسية إسرائيلية نقلت عنها صحيفة "آي نيوز24" قالت إن نتنياهو يرى في اتفاق محتمل مع السعودية خطوة يمكن أن تعيد تشكيل المشهد السياسي في إسرائيل بالكامل، إذ سيكون أول رئيس حكومة ينجح في استكمال "مسار التطبيع" الذي بدأه اتفاق إبراهام عام 2020.

وبحسب الهيئة العبرية، فإن فرص التوصل إلى تفاهم مع الرياض وُصفت بأنها "معقولة"، لا سيما مع استمرار الاتصالات الأمنية والدبلوماسية غير المعلنة بين الطرفين، ووجود وساطة أمريكية مكثّفة لإحياء المسار بعد توقفه بسبب حرب غزة.

أما إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، فتبقى احتمالات التوصل معها إلى اتفاق سلام "منخفضة"، وفق التقرير، بسبب موقف جاكرتا الرافض لتطبيع العلاقات قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة.

ورقة انتخابية أم مشروع دبلوماسي؟

يرى مراقبون أن تحرك نتنياهو في هذا التوقيت لا ينفصل عن الاعتبارات الانتخابية الداخلية، إذ يواجه انتقادات متصاعدة داخل الائتلاف الحاكم، إلى جانب تآكل صورته في الشارع الإسرائيلي نتيجة الفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة، واستمرار الخلافات مع المؤسسة العسكرية والأمنية.

ويرجّح محللون أن أي اختراق في ملف التطبيع مع السعودية، حتى لو كان على مستوى تفاهم أولي، قد يمنح نتنياهو "شريان حياة سياسي" قبيل الانتخابات، خاصة أن مثل هذا الاتفاق سيُسوّق داخليًا كـ"انتصار دبلوماسي تاريخي" يعيد لإسرائيل موقعها الإقليمي بعد عزلة طويلة.

المسار السعودي – الإسرائيلي المجمّد

كانت المحادثات بين السعودية وإسرائيل قد بلغت مراحل متقدمة أواخر عام 2023 بوساطة أمريكية، قبل أن تنهار إثر اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر من ذلك العام.
ومنذ ذلك الحين، شددت الرياض على أن أي تطبيع مشروط بـ"وقف العدوان الإسرائيلي" و"إحياء حل الدولتين"، وهي مواقف كررتها المملكة في المحافل الدولية، ما جعل فرص التقدم محدودة في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الوضع الإنساني في القطاع.

 

بينما يحاول نتنياهو إعادة خلط الأوراق عبر تحركات دبلوماسية محسوبة، تبقى البيئة الإقليمية والدولية غير مواتية لتحقيق اختراق حقيقي، ما يجعل رهانه على "سلام انتخابي" مغامرة محفوفة بالمخاطر.
فما بين الضغوط الداخلية والملفات المفتوحة من غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية، يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يضع كل أوراقه في سلة "السلام مع العرب" كآخر محاولة لإنقاذ مستقبله السياسي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7