توغل إسرائيلي جنوب لبنان.. تصعيد ميداني رغم اتفاق وقف النار
في مؤشر جديد على هشاشة التهدئة بين إسرائيل و"حزب الله"، توغلت قوة إسرائيلية فجر الجمعة داخل الأراضي اللبنانية، في منطقة السلطانة على الأطراف الجنوبية الشرقية لبلدة يارون بقضاء بنت جبيل، حيث نسفت مبنى غير مأهول، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وقالت الوكالة إن التوغل الإسرائيلي تزامن مع نشاط مكثّف للطائرات المسيّرة، إذ ألقت إحداها قنبلة صوتية على بلدة بليدا في قضاء مرجعيون، دون تسجيل إصابات، فيما حلّقت مسيّرات أخرى على علو منخفض فوق مدينة صور وعدد من القرى المحيطة، ما أثار حالة من القلق بين السكان.
غارات متجددة وضحايا مدنيون
يأتي هذا التصعيد بعد أقل من 24 ساعة على سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق في جنوب وشرق لبنان، أوقعت قتيلاً وسبعة جرحى، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه قصف بنى تحتية تابعة لحزب الله، إضافةً إلى جمعية مدنية قال إنها تُستخدم كغطاء لإعادة إعمار مواقع عسكرية للحزب.
ورغم مرور نحو 11 شهرًا على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي برعاية أميركية وفرنسية، إلا أن إسرائيل تواصل تنفيذ عمليات جوية وبرية متفرقة داخل الأراضي اللبنانية، تقول إنها تستهدف "مواقع عسكرية للحزب" وبُناه اللوجستية.
اتفاق مهدد بالانهيار
الاتفاق الذي وُقّع أواخر 2024 ينصّ على تراجع مقاتلي حزب الله شمال نهر الليطاني، على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود، وتفكيك بنيته العسكرية في الجنوب، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
لكنّ تقارير ميدانية ودبلوماسية تشير إلى أن إسرائيل أبقت على قواتها في خمس تلال حدودية داخل الأراضي اللبنانية، خلافًا لما نص عليه الاتفاق، فيما يتّهم حزب الله تل أبيب بمحاولة فرض وقائع ميدانية جديدة قبل أي تسوية سياسية شاملة.
منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، تحوّل الجنوب اللبناني إلى ساحة اشتباك منخفض الوتيرة بين إسرائيل و"حزب الله"، تتراوح بين عمليات قصف محدودة وتوغلات خاطفة، وسط مساعٍ دولية للحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة.
غير أن التوغلات الأخيرة والغارات المتكررة توحي بأن الهدنة الهشة باتت على المحك، وأن الجنوب اللبناني قد يشهد موجة جديدة من التصعيد إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في ضبط الإيقاع الميداني.
