الجنوب اللبناني بين الهدنة والهاوية.. تصعيد إسرائيلي وردّ إيراني غاضب

2025.10.17 - 12:56
Facebook Share
طباعة

نددت إيران بشدة بالغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوب وشرق لبنان مساء الخميس، معتبرة أن هذا "العدوان الجديد" جاء نتيجة مباشرة لما وصفته بـ"تقاعس" الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في بيان صدر صباح الجمعة، إن الضربات الإسرائيلية تمثل "انتهاكًا صارخًا لوحدة الأراضي والسيادة الوطنية اللبنانية"، مضيفًا أن استمرار الغارات يعكس "فشل المجتمع الدولي في إلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان".

وأضاف بقائي أن "الصمت المريب" من قبل باريس وواشنطن، اللتين تولّتا مع الأمم المتحدة ضمان تنفيذ اتفاق الهدنة، شجّع إسرائيل على "التمادي في خروقاتها دون أي رادع"، مطالبًا بتحرك فوري من مجلس الأمن الدولي "لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان، ومنع انهيار الاتفاق الهش".

خروقات متكررة واتهامات متبادلة

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية مساء أمس، استهدفت مواقع قال إنها "بنى تحتية تابعة لحزب الله" في منطقة مزرعة سيناي بجنوب لبنان، بينها مقلع للحجارة يُعتقد أن الحزب استخدمه في أعمال إعادة الإعمار.

وفي المقابل، أفادت مصادر لبنانية بأن القصف طال أيضًا بلدة شمسطار غرب بعلبك شرق البلاد، ومرتفعات علي الطاهر في أطراف بلدة كفرتبنيت الجنوبية، ما أسفر عن أضرار مادية واسعة في الممتلكات، دون تسجيل خسائر بشرية كبيرة.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الهجمات الأخيرة تضاف إلى سلسلة من الغارات التي نفذتها إسرائيل خلال الأسابيع الماضية، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، فيما تصر تل أبيب على أن عملياتها "دفاعية" وتستهدف "منشآت عسكرية تابعة لحزب الله".

اتفاق هشّ وصبر لبناني

منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، وثّقت منظمات مراقبة أكثر من 4500 خرق إسرائيلي للاتفاق، بينها تحليقات للطيران الحربي فوق العمق اللبناني، وقصف مدفعي متقطع على المناطق الحدودية.

ورغم ذلك، يؤكد "حزب الله" تمسكه بالهدنة والتزامه ببنودها، مع احتفاظه بحق "الردّ في الزمان والمكان المناسبين" على ما يصفه بـ"الاعتداءات المتكررة".

في المقابل، يرى مراقبون أن التصعيد الأخير يهدد بإعادة إشعال جبهة الجنوب، في وقت يعيش فيه لبنان وضعًا اقتصاديًا هشًا، ويخشى من أن تتحول المواجهة المحدودة إلى حرب شاملة تُفاقم الانهيار الداخلي.

 

تأتي التطورات الأخيرة في ظل انسداد سياسي داخلي بلبنان، وتوتر متزايد بين طهران وواشنطن حول ملفات إقليمية، أبرزها الملف النووي الإيراني والوضع في غزة. ويرى محللون أن التصعيد الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية قد يحمل رسائل مزدوجة إلى إيران و"حزب الله"، في محاولة لزيادة الضغط الإقليمي على طهران.

ويرى محللون أن استمرار "العجز الدولي" عن فرض الالتزام باتفاق وقف النار، قد يدفع لبنان والمنطقة نحو مرحلة جديدة من التصعيد المفتوح، خصوصًا مع تزايد المؤشرات على تبدّل قواعد الاشتباك في الجنوب اللبناني. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4