عبدي يكشف تفاصيل الخطة المشتركة مع الجيش السوري

2025.10.17 - 11:00
Facebook Share
طباعة

كشف القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي عن تفاصيل جديدة تتعلق بآلية انضمام قواته إلى الجيش السوري، في خطوة وصفها بأنها "حاسمة" على طريق تسوية التوترات الداخلية المستمرة منذ سنوات الحرب، مشيراً إلى تشكيل لجنة مشتركة مع وزارة الدفاع السورية لتحديد الإجراءات التنفيذية للاندماج.

هيكل اندماج منظم لا فردي

عبدي أوضح، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أن "قسد" تضم عشرات الآلاف من المقاتلين، إلى جانب آلاف من أفراد قوى الأمن الداخلي، الأمر الذي يستدعي عملية دمج مؤسساتية واسعة لا يمكن أن تتم بصورة فردية.
وقال: "لن ينضم مقاتلونا مثل الفصائل الصغيرة الأخرى، بل كتشكيلات عسكرية كاملة يجري تنظيمها وفق قواعد وزارة الدفاع السورية"، مضيفاً أن اللجنة المشتركة ستعمل على تحديد الأطر القانونية والعسكرية للدمج خلال المرحلة المقبلة.

مناصب مرموقة ومهام قيادية

أشار عبدي إلى أن المقاتلين والقادة المنضوين تحت لواء "قسد" سيحصلون على "مكانة مرموقة" داخل الجيش السوري ووزارة الدفاع، نظراً لخبراتهم الميدانية الطويلة خلال الحرب ضد تنظيم "داعش" في شمال وشرق البلاد، مؤكداً أن هذه الكفاءات "ستسهم في تعزيز قدرات الجيش الوطني وتوحيد جهوده الدفاعية".

كما لفت إلى أن قوى الأمن الداخلي العاملة في مناطق شمال شرق سوريا ستندمج بدورها مع أجهزة الأمن السورية، في إطار توحيد المنظومات الأمنية والإدارية تحت سلطة الدولة المركزية في دمشق.

تحديات ميدانية ومخاوف شعبية

عبدي تطرق إلى الأسباب التي عطلت تنفيذ اتفاق 10 مارس الماضي، مبيناً أن العمليات العسكرية التي شهدها الساحل السوري في مارس، ومحافظة السويداء في يوليو، خلقت مخاوف لدى سكان الشمال الشرقي من تكرار سيناريوهات العنف، وهو ما جعل قطاعات من السكان وقادة "قسد" مترددين في الشروع بتطبيق الاتفاق.
وقال: "إذا تم تنفيذ بنود اتفاق مارس عملياً، فسيكون بالإمكان تجنب مثل هذه الأحداث مستقبلاً وتحقيق اندماج حقيقي للمؤسسات المدنية والعسكرية ضمن الدولة السورية".

بوابة لتسوية وطنية شاملة

وشدد القائد الكردي على أن الاتفاق مع دمشق يمثل "مساراً نحو حلّ شامل" للأزمات الداخلية التي أفرزتها الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 عاماً، والتي أودت بحياة نحو نصف مليون شخص، مشيراً إلى أن نجاح عملية الاندماج سيشكل نموذجاً لوحدة البلاد واستعادة السيادة على كامل التراب السوري.

إشارات مرونة تركية

في ختام تصريحاته، أعرب عبدي عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تفاهم داخلي سوري يمنع أي تدخل خارجي، قائلاً:

> "إذا توصلنا نحن السوريين إلى اتفاق، فلن يكون لتركيا أي عذر للتدخل"،
مضيفاً أن أنقرة بدأت تبدي "بعض المرونة" حيال فكرة دمج "قسد" ضمن الجيش السوري، في تحول قد يفتح الباب أمام تهدئة أوسع على امتداد الحدود الشمالية.

 

 

يشير هذا التطور إلى مرحلة جديدة من التفاهم بين دمشق والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، قد تفضي إلى إعادة رسم خريطة النفوذ في البلاد، خاصة إذا تم تثبيت اتفاق مارس على الأرض. كما يعكس الخطاب الجديد لـ"قسد" استعداداً أكبر للتقارب مع الحكومة المركزية، مقابل تراجع نسبي في الرهان على الدعم الأميركي بعد تقلص وجوده العسكري في المنطقة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9