خلفيات تجربة البوسنة في كشف مفقودي سوريا

2025.10.16 - 10:10
Facebook Share
طباعة

في سوريا، تواجه الهيئة الوطنية للمفقودين تحديات كبيرة لكشف مصير آلاف الأشخاص الذين اختفوا قسرياً خلال حكم النظام السابق. تأسست الهيئة بمرسوم رئاسي في أيار الماضي، وانطلقت خطوات عملية للاستفادة من التجارب الدولية في معالجة الإخفاءات القسرية والمقابر الجماعية.

كشفت وسائل إعلام محلية أن فريق الهيئة زار البوسنة والهرسك لدراسة تجربة اللجنة الدولية للمفقودين، التي ساهمت في تحديد هوية آلاف المفقودين بعد الحرب هناك بين 1992 و1995، واستكشاف أخطاء الماضي لتجنبها في السياق السوري.

الدروس المستفادة من البوسنة:

شملت الزيارة العاصمة سراييفو ومدينة سيربرينيتشا، حيث ارتكب النظام السابق عمليات قتل جماعية بحق المدنيين. وأكدت التجربة البوسنية أهمية السرعة والدقة في جمع الأدلة وتصنيف الرفات، إذ أي خطأ في المرحلة الأولى قد يفقد الأسر فرصة التعرف على أحبائها، وهو درس أساسي في سوريا، خاصة مع اكتشاف مقابر جماعية جديدة ونقل غير موثق للرفات خلال سنوات النظام السابق.

التحديات المحلية والدولية:

تشير التقديرات إلى وجود نحو 130 إلى 180 ألف مفقود في سوريا، إضافة إلى حالات اختفاء خارج الحدود بين اللاجئين والمهاجرين وتعمل الهيئة على تنسيق جهودها مع منظمات دولية لضمان منهجية علمية، وتدرس عدة خيارات للتواصل مع السوريين في الخارج من خلال القنصليات أو مكاتب مستقلة أو شراكات مع منظمات محلية، بهدف الحفاظ على الحيادية وتجنب التسييس.

إشراك الأهالي والشفافية:

تشارك الأهالي، خصوصاً الأمهات، في عملية التوثيق وتحديد الأولويات، مستلهمة من تجربة البوسنة التي ركزت على دور العائلات في دعم العملية. كما تعتمد الهيئة على استراتيجيات دقيقة في التعامل مع المقابر الجماعية، مع تطبيق معايير واضحة لجمع الأدلة وحفظها.

المستقبل وخطوات العدالة:

الهيئة تتمتع بالاستقلالية المالية والإدارية، وتعمل على صياغة قانون ناظم لضمان فاعلية عملها، مع التركيز على توثيق الأدلة وحماية حقوق الضحايا وأهاليهم.
تظهر التجربة البوسنية أهمية التحرك السريع والدقيق لتقليل الأخطاء وحفظ ذاكرة المفقودين، وضمان إحقاق العدالة في المستقبل. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5