الشرع وبوتين يدشنان مرحلة جديدة في العلاقات السورية – الروسية

غموض يلف مستقبل القواعد الروسية.. والطاقة في صدارة التفاهمات

2025.10.16 - 12:40
Facebook Share
طباعة

في مشهد حمل رمزية سياسية لافتة، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري أحمد الشرع في قصر الكرملين بمراسم ترحيب وُصفت بالدافئة، في زيارة تشير إلى رغبة الجانبين في طي صفحة التوترات السابقة وإعادة رسم ملامح العلاقة بين موسكو ودمشق على أسس جديدة.

عودة إلى “العلاقات التاريخية”

أكد بوتين خلال اللقاء أن موسكو تسعى إلى “تدشين مرحلة جديدة من التعاون الوثيق مع سوريا”، مشيراً إلى أن العلاقة بين البلدين “ضاربة في التاريخ وتستند إلى مصالح استراتيجية متبادلة”.

من جانبه، شدد الرئيس الشرع على أن سوريا “تحترم كل الاتفاقيات السابقة مع روسيا”، معرباً عن تقديره لـ“الاستقبال والترحاب الحافل” الذي حظي به في موسكو. وأكد أن بلاده “تسعى إلى الحفاظ على استقلالية قرارها الوطني ووحدة أراضيها واستقرارها الأمني الذي يرتبط بالاستقرار الإقليمي والعالمي”.

الملفات الحساسة... والطاقة في المقدمة

ورغم أن اللقاء المغلق بين الزعيمين استمر نحو ساعتين ونصف الساعة، فإن التفاصيل التي رشحت عنه كانت محدودة، خصوصاً ما يتعلق بالوجود العسكري الروسي في سوريا، بما في ذلك القاعدتان الجويتان والبحريتان في اللاذقية وطرطوس.

لكن نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، كشف عن اتفاق لإعادة تفعيل اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين، مشيراً إلى أن قطاع الطاقة كان في صدارة المباحثات، في ظل حاجة دمشق الماسة لإعادة تأهيل بنيتها التحتية المدمرة وتطوير قدراتها الإنتاجية في مجالي النفط والغاز.

غموض حول مستقبل القواعد الروسية

ورغم الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالزيارة، فإن مصادر دبلوماسية في موسكو أشارت إلى أن ملف الوجود العسكري الروسي في سوريا لا يزال محل نقاش مغلق بين الطرفين، وسط تلميحات إلى احتمال “إعادة صياغة التفاهمات السابقة” بما يتلاءم مع المتغيرات الإقليمية.

روسيا تسعى للحفاظ على موطئ قدم استراتيجي في شرق المتوسط، لكن من دون الدخول في التزامات ثقيلة في ظل انشغالها بأولويات أخرى على الساحة الدولية.

رسائل متبادلة واستعادة التوازن

اللقاء – بحسب محللين روس – جاء بمثابة “استعادة لتوازن العلاقات” بعد فترة من البرود السياسي، خصوصاً عقب التطورات الأخيرة في الميدان السوري وظهور قوى إقليمية جديدة تحاول ملء الفراغ هناك.
كما تعكس زيارة الشرع لموسكو إدراك دمشق لأهمية إعادة بناء الجسور مع حليفها التاريخي، في ظل إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية بعد حرب غزة واتساع النفوذ الإيراني في المنطقة.

بين الشراكة والواقعية

وبينما حرص الجانبان على إظهار التقارب السياسي، يظل مستقبل العلاقة مرهوناً بمدى قدرة الطرفين على تحقيق توازن بين المصالح الروسية والاستقلالية السورية. فالتقارب الجديد يبدو أقرب إلى شراكة براغماتية، تسعى موسكو من خلالها إلى تثبيت حضورها الإقليمي، فيما تبحث دمشق عن دعم اقتصادي يعينها على تجاوز أزمتها العميقة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4