واشنطن تلوّح بـ«مكافآت مالية» لسكان غزة مقابل معلومات عن رفات الرهائن

2025.10.16 - 10:43
Facebook Share
طباعة

كشفت مصادر أمريكية لوكالة «رويترز» أن واشنطن تستعد لإطلاق «برنامج مكافآت» يستهدف سكان قطاع غزة الذين يقدمون معلومات عن أماكن دفن رفات الرهائن الإسرائيليين الذين قضوا خلال الحرب.

وقال مسؤول أمريكي رفيع إن البرنامج يندرج في إطار الجهود الواسعة التي تبذلها الولايات المتحدة لتسريع عمليات البحث عن الجثامين، مشيراً إلى أن «لن يُترك أحد وراءنا، نحن نبذل كل ما في وسعنا لإعادة أكبر عدد ممكن».

وأوضح أن واشنطن ستعتمد على قنوات محلية وعلاقات إنسانية داخل غزة لتشجيع الأهالي على تمرير المعلومات، مقابل حوافز مالية وتسهيلات خاصة.
لكن مسؤولين أمريكيين آخرين اعترفوا بصعوبة المهمة، إذ يُعتقد أن كثيراً من الرفات مدفونة تحت أنقاض المباني أو وسط ذخائر غير منفجرة، وهو ما يعقّد عمليات البحث حتى بمساعدة حماس.

وأكد أحدهم أن «حماس وعدت ببذل كل ما في وسعها لتحديد أماكن الرفات وإعادتها»، مشيراً إلى أن الحركة أعادت بالفعل جثامين النقيب دانييل بيريتس، ويوسي شارابي، وجاي إيلوز، وبيبين جوشي، وأوريئيل باروخ، وإيتان ليفي، وتمير نمرودي.
وخلال الساعات الأخيرة، تم التعرف على جثتين إضافيتين هما إنبار هايمان والرقيب أول محمد الأطرش.

في المقابل، تصرّ إسرائيل على أن لدى حماس القدرة على تحديد أماكن ما لا يقل عن عشرة رهائن آخرين لا يزال مصيرهم مجهولاً، وتعمل فرق مصرية وتركية داخل القطاع بالتنسيق مع بيانات مواقع توفرها تل أبيب للمساعدة في عمليات البحث.

قوة استقرار دولية في غزة
وفي سياق موازٍ، ومع تقدّم المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت واشنطن التخطيط لتشكيل قوة استقرار دولية في غزة، ضمن خطة السلام الأمريكية المكوّنة من 20 نقطة.

ووفقاً للمسؤولين الأمريكيين، ستشارك الولايات المتحدة بنحو 200 جندي في مهام الإشراف والتنسيق من خارج القطاع، فيما يجري التفاوض مع الإمارات ومصر وقطر وأذربيجان للمساهمة في القوة المقترحة.
ويعمل عشرات من عناصر الطواقم الأمريكية حالياً في المنطقة لتنسيق مراحل الإنشاء، بينما يهدف المخطط إلى «إشراك كل شريك إقليمي راغب في المساعدة».

وقال أحد المستشارين الأمريكيين إن «أي غزي لن يُجبر على مغادرة القطاع»، مؤكداً أن إعادة الإعمار ستبدأ في المناطق التي تخلو من عناصر حماس، وهي الفكرة التي — بحسبه — «حظيت بترحيب مبدئي من الجانب الإسرائيلي».


تسعى واشنطن من خلال هذا البرنامج المزدوج — المكافآت من جهة، والقوة الدولية من جهة أخرى — إلى ترسيخ نفوذها في مرحلة ما بعد الحرب، وإعادة ضبط التوازن الميداني والسياسي في غزة، بما يتيح فرض ترتيبات أمنية جديدة دون صدام مباشر مع حماس أو إسرائيل.

ويُتوقع أن تثير الخطة جدلاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية، خصوصاً في ظل المخاوف من تحوّل «برنامج المكافآت» إلى أداة استخباراتية تمس النسيج الاجتماعي لسكان القطاع، وتُعمّق الانقسام بين المقاومة والشارع الغزّي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2