السيسي والبرهان.. وحدة الموقف في وجه الانقسام السوداني وضغوط النيل الأزرق

2025.10.15 - 04:25
Facebook Share
طباعة

في خطوة تعكس تصاعد الجهود المصرية لاحتواء الأزمة السودانية ومنع انزلاقها إلى تقسيم فعلي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم بلاده الكامل لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض القاهرة لأي محاولات لتشكيل كيانات موازية للحكومة الشرعية في الخرطوم، محذراً من أن تهديد استقرار السودان يعني المساس المباشر بأمن مصر القومي.

جاء ذلك خلال لقاء السيسي في قصر الاتحادية، اليوم الأربعاء، مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، بحضور كبار المسؤولين في البلدين، من بينهم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، إلى جانب نظرائهم السودانيين.

 

الخرطوم في قلب الحسابات المصرية

تؤكد القاهرة، منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، أن وحدة السودان تمثل خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. وترى القيادة المصرية أن تفكك السودان سيخلق فراغاً أمنياً على حدودها الجنوبية، ويفتح الباب أمام تمدد الجماعات المسلحة وتدفق السلاح واللاجئين، في وقت تعاني فيه المنطقة أصلاً من هشاشة أمنية متزايدة.

في المقابل، عبّر البرهان عن تقديره للدعم المصري المستمر، مشدداً على أن القاهرة كانت “الطرف العربي الأكثر التزاماً بخيار وحدة السودان ورفض أي تسويات تُفرض من الخارج”.

 


رهان “الآلية الرباعية” ومخاوف التدويل

ناقش الجانبان مستجدات الجهود الإقليمية والدولية، خاصة اجتماع الآلية الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، وبريطانيا) المقرر عقده في واشنطن خلال أكتوبر الجاري.
ورغم تأكيد القاهرة والخرطوم دعمهما لكل مساعٍ لوقف الحرب، إلا أن دوائر مصرية ترى أن التدويل المتزايد للملف السوداني يهدد بتقليص دور دول الجوار، وعلى رأسها مصر، في رسم خريطة الحل.

 


الملف المائي: تنسيق في مواجهة أديس أبابا

من أبرز محاور اللقاء أيضاً، ملف مياه النيل، حيث جدّد السيسي والبرهان رفضهما أي إجراءات أحادية من جانب إثيوبيا بشأن سد النهضة، مؤكدين ضرورة الالتزام بالقانون الدولي ومبدأ “عدم الإضرار بالمصالح المائية لدول المصب”.
وشدّد البرهان على “تطابق المواقف المصرية والسودانية” إزاء السد، داعياً إلى تنسيق مشترك في المرحلة المقبلة لمواجهة ما تعتبره القاهرة والخرطوم “تعنتاً إثيوبياً متواصلاً”.


علاقات أمنية ومصير مشترك

تاريخياً، ارتبطت القاهرة والخرطوم بعلاقات أمنية واستراتيجية وثيقة، إذ ينظر البلدان إلى نفسيهما باعتبارهما ركيزتي الأمن في وادي النيل. وتكثّفت الاتصالات بينهما منذ عام 2023 عقب اندلاع الصراع الداخلي في السودان، في وقت تسعى فيه مصر للعب دور “الوسيط الحذر” بعيداً عن الانحياز لأي طرف، حفاظاً على توازن إقليمي دقيق.

ويرى مراقبون أن زيارة البرهان للقاهرة تأتي في لحظة حساسة، مع تصاعد القتال في السودان وتزايد الضغوط الدولية لتوحيد الموقفين المدني والعسكري تمهيداً لمرحلة انتقالية جديدة، بينما تراهن مصر على أن الحفاظ على وحدة السودان هو المدخل الوحيد لاستقرار المنطقة بأكملها.

 

لقاء السيسي والبرهان أعاد تثبيت محددات السياسة المصرية تجاه الأزمة السودانية:

لا تقسيم ولا كيانات موازية في السودان.

رفض التدويل المفرط للأزمة.

تنسيق مصري–سوداني كامل في ملف مياه النيل.


ومع اقتراب اجتماع “الآلية الرباعية” في واشنطن، تبدو القاهرة مصممة على ألا يُهمَّش صوتها في أي تسوية، باعتبارها الطرف الأكثر تأثراً بما يجري جنوب حدودها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7