في تطور جديد يعكس حالة الارتباك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أفاد مقر عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن الجيش يحاول التراجع عن مضمون بيانه الرسمي الذي أشار إلى مقتل العريف أول تامير نمرودي في غارة إسرائيلية استهدفت مكان احتجازه في قطاع غزة.
تضارب في الرواية العسكرية
وأوضح المقر، في بيان له اليوم الأربعاء، أن المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الاستخباراتية تشير إلى أن نمرودي اختُطف حيا من داخل مديرية التنسيق والارتباط التابعة لفرقة غزة على يد مقاتلي حركة حماس، وهو ما يتعارض مع ما ورد في البيان العسكري الرسمي حول مقتله نتيجة غارة إسرائيلية.
وأضاف البيان أن "التقديرات الحالية تشير إلى أن نمرودي ربما قُتل أثناء فترة أسره في المراحل الأولى من الحرب، وأن الاستنتاجات النهائية سيتم التوصل إليها بعد استكمال الفحوصات في معهد الطب الشرعي".
رفات الأسرى والجدل المتصاعد
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بالتعاون مع شرطة إسرائيل ومعهد الطب الشرعي، أبلغ عائلات ثلاثة جنود هم تامير نمرودي، وأورييل باروخ، وإيتان ليفي باستلام رفات أبنائهم تمهيدًا لدفنها، دون أن يقدّم توضيحات نهائية حول ظروف مقتلهم أو توقيت الوفاة.
وبحسب المعلومات المتاحة، فإن الجندي أورييل باروخ قُتل على يد مقاتلي حماس في 7 أكتوبر 2023 بعد فراره من حفل موسيقي في "نوفا"، حيث سُحبت جثته لاحقًا إلى داخل قطاع غزة. ولا تزال أعمال التشريح والتعرف على هوية الرفات مستمرة في المعهد الوطني للطب الشرعي الإسرائيلي.
الجيش الإسرائيلي: نعمل على استعادة المختطفين
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه "يبذل كل الجهود الممكنة لإعادة جميع المختطفين القتلى"، مشدداً على أنه سيواصل تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا مع الوسطاء. كما دعا "حماس" إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق وبذل الجهود لضمان إعادة جميع الرفات إلى إسرائيل.
تأتي هذه التطورات بعد تبادل جثامين بين إسرائيل وحماس تمّ بموجبه تسليم أربعة رفات يُعتقد أنها لجنود إسرائيليين، إلا أن تل أبيب سارعت لاحقًا إلى نفي هوية أحدها، مؤكدة أن الفحوصات أثبتت عدم انتمائها لأي من المختطفين الإسرائيليين، ما فتح الباب أمام موجة جديدة من التشكيك في مصداقية بيانات الجيش، وفي طريقة تعامله مع ملف الأسرى والمفقودين منذ اندلاع الحرب على غزة.