إسرائيل تغلق معبر رفح رداً على تأخر تسليم رفات الرهائن الإسرائيليين
قررت الحكومة الإسرائيلية إغلاق معبر رفح البري مع قطاع غزة، اعتباراً من يوم الأربعاء، وذلك في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيداً جديداً في ملف تبادل الرفات بين إسرائيل وحركة "حماس".
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر سياسية أن القرار جاء بعد مشاورات أمنية عليا، أوصت خلالها الأجهزة الأمنية بفرض عقوبات جديدة على "حماس" بدعوى "انتهاكها للاتفاق" الذي ينص على تسليم رفات الرهائن الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب.
وبحسب المصادر، فإن إسرائيل لن تفتح معبر رفح حتى يتم تسليم جميع الجثامين، كما ستُقلّص الإمدادات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة ضمن حزمة إجراءات عقابية تهدف إلى "الضغط على الحركة" لإتمام عملية التسليم.
من جانبها، أكدت حركة "حماس" عبر المتحدث باسمها، حازم قاسم، أنها أبلغت الوسطاء بأنها تواجه "صعوبة في العثور على بقية الرفات"، مشددة على أنها تبذل "جهداً كبيراً" في هذا الملف الحساس الذي يشمل ضحايا دفنوا تحت الأنقاض أو في مناطق لم يُعاد فتحها بعد بسبب الدمار الواسع.
ويأتي القرار الإسرائيلي بعد أيام من استعادة أربع جثامين لرهائن قُتلوا في غزة، حيث أعلن معهد الطب العدلي في إسرائيل أنه أتم إجراءات التعرّف على هوياتهم، وأبلغ الجيش عائلتي غاي إيلوز وبيفين جوشي بنتائج الفحوص، فيما لم تُكشف بعد هوية رهينتين آخرين.
وكانت صحيفة هآرتس قد كشفت مؤخراً عن اتفاق رباعي ضمّ الولايات المتحدة وقطر وتركيا وإسرائيل لتشكيل قوة خاصة متعددة الجنسيات تعمل على البحث عن رفات الجنود والأسرى الإسرائيليين داخل غزة، وذلك بعد مفاوضات مطوّلة في شرم الشيخ، تهدف إلى تفعيل آلية موازية للمفاوضات حول وقف إطلاق النار والمساعي الإنسانية.
ويرى محللون أن إغلاق معبر رفح في هذا التوقيت قد يعرقل الجهود الإنسانية الجارية في القطاع، في ظل استمرار المفاوضات المعقدة بشأن الهدنة وتبادل الأسرى، كما أنه يعكس رغبة إسرائيلية في ربط المسار الإنساني بالملف الأمني، ما قد يزيد من تعقيد المشهد الميداني والسياسي في غزة.
يُعدّ معبر رفح المنفذ البري الوحيد الذي يربط غزة بالعالم الخارجي عبر الأراضي المصرية، وقد خضع طوال العام الماضي لإغلاقات متكررة بسبب الخلافات السياسية بين الأطراف المعنية، خاصة بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع وتصاعد الخلافات حول آلية إدخال المساعدات وتبادل الأسرى.
