ماكرون يبلغ عون عزمه تنظيم مؤتمرين لدعم الجيش اللبناني وإعادة الإعمار

2025.10.14 - 05:00
Facebook Share
طباعة

في خطوة تعكس استمرار الاهتمام الفرنسي بالوضع اللبناني، وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة إلى قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، أبلغه فيها عزمه تنظيم مؤتمرين دوليين لدعم لبنان، أحدهما مخصص لدعم الجيش اللبناني، والثاني لإعادة إعمار البلاد التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة وانهياراً في مؤسساتها الخدمية والبنية التحتية.

ووفق بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، أكد ماكرون في رسالته تصميم باريس على المضي في عقد هذين المؤتمرين في أقرب وقت ممكن، قائلاً: «نحن مصممون على تنظيم مؤتمرين لدعم لبنان، الأول مخصص لدعم الجيش اللبناني والآخر للنهوض بلبنان وإعادة الإعمار فيه». وأعرب ماكرون عن تقديره لما وصفه بـ«القرارات الشجاعة التي اتخذها عون لتحقيق حصرية السلاح في يد القوات الشرعية اللبنانية»، في إشارة إلى الجهود التي يبذلها الجيش للحد من نفوذ الجماعات المسلحة خارج سلطة الدولة.

 

تأتي الرسالة الفرنسية في ظل وضع دقيق يعيشه لبنان على المستويين السياسي والاقتصادي.

ويعد الجيش اللبناني إحدى الركائز القليلة المتبقية التي تحظى بثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، ما يفسّر اهتمام باريس بدعمه للحفاظ على الاستقرار الداخلي ومنع انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى.

وتشير مصادر دبلوماسية في بيروت إلى أن فرنسا تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إعادة إحياء الدور الدولي في مساعدة لبنان، لا سيما بعد تراجع الاهتمام الإقليمي والدولي خلال الأشهر الماضية، وسط استمرار الجمود السياسي وعدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن.

إعادة الإعمار والتحديات

أما المؤتمر الثاني الذي تعتزم باريس الدعوة إليه فسيُخصَّص لإعادة إعمار البنى التحتية المتضررة من الانهيار الاقتصادي والأزمات المتتالية التي عصفت بلبنان منذ عام 2019، مروراً بانفجار مرفأ بيروت عام 2020، وصولاً إلى أزمة الكهرباء والمياه والتعليم والصحة. وتُطرح تساؤلات حول مدى تجاوب الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية مع المبادرة الفرنسية، في ظل غياب إصلاحات بنيوية تطالب بها الجهات المانحة كشرط لأي دعم مالي.

 

تُعد فرنسا من أبرز الداعمين للبنان تاريخياً، وقد بادرت منذ انفجار المرفأ إلى تنظيم مؤتمرات دعم بالتعاون مع الأمم المتحدة، كما لعبت دوراً محورياً في محاولة إيجاد مخرج للأزمة السياسية عبر مبادرتها المعروفة بـ«المبادرة الفرنسية» عام 2020.
ويرى مراقبون أن رسالة ماكرون الأخيرة إلى عون تهدف إلى تثبيت العلاقة الاستراتيجية بين باريس والمؤسسة العسكرية اللبنانية، وتأكيد استمرار الالتزام الفرنسي بمساعدة لبنان على تجاوز أزماته المتعددة، سواء عبر الدعم العسكري أو عبر خطة إعادة إعمار شاملة تعيد الثقة بالاقتصاد اللبناني ومؤسساته. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4