تحديات استعادة رفات الرهائن تُفجّر أزمة جديدة بين إسرائيل وحماس

2025.10.14 - 04:06
Facebook Share
طباعة

تتصاعد الأزمة بين إسرائيل وحركة "حماس" بعد تسليم الأخيرة رفات أربعة رهائن فقط، في خطوة وصفتها تل أبيب بأنها "خرق صارخ للاتفاق"، فيما تؤكد الحركة التزامها الكامل بما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء.

 

مصدر أمني إسرائيلي صرّح للقناة 12 بأن تسليم أربعة جثامين فقط يُعد "انتهاكاً خطيراً"، مشيراً إلى أن المؤسسة الأمنية أوصت القيادة السياسية بوقف إدخال المساعدات إلى غزة وعدم فتح معبر رفح حتى استعادة كامل جثامين القتلى الإسرائيليين.
وأوضح المصدر أن حماس "تمتلك معلومات دقيقة عن أماكن وجود أكثر من عشرة رهائن قُتلوا"، وأن عدم تسليمهم يمثل "تراجعاً متعمداً عن التفاهمات الأخيرة".

 

في المقابل، شدد المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في تصريح لـ"العربية/الحدث" على أن "حماس ملتزمة بالاتفاق"، موضحاً أن تأخر تسليم بعض الجثامين يعود إلى "صعوبات ميدانية في تحديد أماكن الدفن".
وأكد أن الوسطاء – وعلى رأسهم مصر وقطر – "تفهموا هذه الصعوبات"، مشيراً إلى أن العملية تتطلب وقتاً إضافياً نظراً لحجم الدمار الذي لحق بالقطاع.

الصليب الأحمر: المهمة شبه مستحيلة

من جانبه، وصف كريستيان كاردون، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عملية استعادة رفات القتلى بأنها "تحدٍ هائل"، موضحاً أن العثور على الجثث وسط الأنقاض "أصعب من إطلاق سراح الأحياء".
وأشار إلى أن العملية قد تستغرق "أياماً أو أسابيع"، وربما لا يتم العثور على بعض الرفات مطلقاً.

ضغوط إسرائيلية متصاعدة

في إسرائيل، تتزايد الضغوط الشعبية والسياسية على الحكومة، إذ طالب منسق الأسرى غال هيرش بتصعيد الإجراءات ضد حماس لاستعادة ما تبقّى من الجثامين.
وقال في رسالة لعائلات الرهائن إن "إسرائيل ستواصل الضغط وستتخذ خطوات مؤلمة إذا لزم الأمر"، مؤكداً أن الجيش استعاد أمس رفات أربعة قتلى تم التعرف على هوياتهم لاحقاً.

 

الاتفاق الأخير، الذي تم بوساطة مصرية – قطرية وبرعاية أميركية، نصّ على تبادل 47 رهينة لا يزالون في غزة مقابل رفات رهينة أُسر عام 2014، إضافة إلى ترتيبات إنسانية تشمل فتح المعابر وتسهيل المساعدات.
لكنّ تسليم جثامين 4 رهائن فقط من أصل أكثر من 10 يُعتقد أنهم قتلوا، فجّر الخلاف مجدداً بين الطرفين، ما يهدد بتجميد بنود الاتفاق وإعادة الأوضاع إلى مربع التوتر.

 

الأزمة الحالية تكشف هشاشة التفاهمات التي أُبرمت تحت ضغط دولي، وتسلّط الضوء على التعقيدات الميدانية والإنسانية في ملف الرهائن. وبينما تسعى الأطراف الوسيطة لاحتواء التوتر، يبدو أن استعادة الرفات قد تتحول إلى ورقة ضغط جديدة في معادلة الصراع المتشابكة بين إسرائيل وحماس، في ظلّ غياب الثقة وتزايد الحسابات السياسية قبل أي تسوية دائمة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4