أكد اللواء طيار أركان حرب عمرو عبد الرحمن صقر، قائد القوات الجوية المصرية، أن مصر تمتلك أحدث منظومات الدفاع الجوي والهجوم الجوي المتكامل لحماية أجوائها من أي تهديد محتمل، مشددًا على أن رجال القوات الجوية "يتحمّلون أمانة بسط السيطرة الجوية على جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية".
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم الثلاثاء بمناسبة الذكرى الثالثة والتسعين لتأسيس القوات الجوية المصرية، والتي توافق ذكرى معركة المنصورة الجوية (14 أكتوبر 1973)، إحدى أبرز معارك التاريخ الحديث، حيث تمكنت مصر من صدّ هجوم جوي إسرائيلي واسع استمر أكثر من خمسين دقيقة رغم تفوق العدو عددًا وعتادًا.
تحديث شامل للقوة الجوية المصرية
وأشار صقر إلى أن التطوير المستمر الذي تشهده القوات الجوية يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى امتلاك قوة ردع استراتيجية قادرة على حماية الأمن القومي المصري في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وأوضح أن التحديث شمل إدخال أحدث الطرازات القتالية، وتعزيز قدرات الصيانة الذاتية والتصنيع المحلي لبعض المكونات الحساسة، إلى جانب رفع كفاءة الطيارين والأطقم الفنية عبر برامج تدريب مشترك مع كبرى القوى الجوية العالمية.
كما وجّه القائد التحية إلى أبطال القوات الجوية من مختلف التخصصات، مؤكدًا أن روح معركة المنصورة ستظل نبراسًا للأجيال الجديدة من المقاتلين الذين يحملون أمانة الدفاع عن الوطن في السماء.
القوات الجوية المصرية: من أكبر الأساطيل عالميًا
في سياق متصل، أفادت تقارير إسرائيلية – من بينها موقع N12 – أن القوات الجوية المصرية تُعد حاليًا ضمن أكبر الأساطيل الجوية في العالم، بل وتنافس إسرائيل من حيث الحجم والتنوّع القتالي.
ووفقًا للبيانات المتاحة حتى مطلع عام 2025، تضم ترسانة القوات الجوية المصرية نحو 1,069 طائرة متنوعة المهام، تشمل:
250 طائرة مقاتلة واعتراضية
93 طائرة هجومية
59 طائرة نقل عسكري
341 طائرة تدريب
11 طائرة مهام خاصة
313 مروحية
بالإضافة إلى طائرات استطلاع، وإنذار مبكر، وحرب إلكترونية، وطائرات مُسيرة.
أبرز منظومات التسليح الجوي المصري
مقاتلات F-16 الأميركية: تشكّل العمود الفقري للقوات الجوية المصرية بواقع 220–240 طائرة، متعددة المهام، وتتميز بتكلفة تشغيل منخفضة ودقة عالية في القصف.
MiG-29M/M2 الروسية: نحو 46 مقاتلة محدثة خصيصًا لمصر، ذات قدرات عالية في المناورة والاشتباك الجوي.
رافال الفرنسية: تمتلك مصر 24 طائرة منها، مع عقد جديد لشراء 30 إضافية، وتعد من أقوى المقاتلات متعددة المهام عالميًا، بفضل منظومة الحرب الإلكترونية SPECTRA وصواريخ سكالب بعيدة المدى.
ميراج 2000: نحو 20 طائرة ما تزال في الخدمة، تؤدي مهام الدعم الجوي والاعتراض في الارتفاعات العالية.
كما تُستخدم بعض الطائرات القديمة – مثل ميج-21 وتشنغدو J-7 وفانتوم F-4 – في مهام تدريبية أو احتياطية محدودة.
الطائرات المسيرة.. ركيزة القوة المستقبلية
تولي القيادة الجوية اهتمامًا متزايدًا بتطوير القدرات المسيرة والمركبات الجوية غير المأهولة، إذ تمتلك مصر أسطولًا متنوعًا يشمل:
طائرات Wing Loong-1 وWing Loong-1D الصينية (108 طائرة)
طائرات CH-4 وCH-5 الصينية
نماذج مُجمّعة محليًا بالتعاون مع بيلاروسيا
طائرات مسيّرة مصرية بالكامل مثل "نوت" و**"30 يونيو"**
ويُنظر إلى هذه المنظومات باعتبارها عنصر الردع القادم الذي يعزّز من قدرات الاستطلاع والدقة في العمليات الهجومية، ويمنح القاهرة مرونة استراتيجية في إدارة مهامها داخل حدودها وخارجها.
تؤكد تصريحات قائد القوات الجوية في ذكرى معركة المنصورة أن القوة الجوية المصرية تشهد تحولًا نوعيًا يجعلها أحد الأعمدة الرئيسية في معادلة الأمن الإقليمي.
ففي ظل التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، وسباق التسلح المتسارع، تسعى القاهرة إلى تحقيق توازن ردع يضمن استقلال قرارها العسكري، ويعيد تموضعها كقوة محورية قادرة على حماية المجال الجوي المصري والدفاع عن المصالح الاستراتيجية للدولة.