ترامب من على متن الطائرة: صنعنا السلام في الشرق الأوسط

2025.10.14 - 10:50
Facebook Share
طباعة

من على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، وأثناء عودته من شرم الشيخ إلى واشنطن، حرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن يوجه رسالة مزدوجة — إلى الداخل الأميركي وإلى الشرق الأوسط — قائلاً: "ما أنجزناه كان عظيماً وفي التوقيت المناسب".
تصريحات ترامب، التي جاءت بعد قمة شرم الشيخ التي جمعته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقادة أكثر من 30 دولة ومنظمة، عكست حجم الرهان الأميركي على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وما تصفه الإدارة الأميركية بـ"الاختراق التاريخي نحو إعادة إعمار غزة".

 


اتفاق شرم الشيخ: من وقف النار إلى "إعادة الإعمار"

الوثيقة التي وُقّعت في القمة، والمعروفة باسم "اتفاق غزة"، تُعدّ ذروة جهود دبلوماسية مكثفة بدأت منذ أشهر، وأثمرت عن وقف شامل لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إلى جانب تبادل الأسرى الأحياء من الجانبين.
البيت الأبيض وصف الاتفاق بأنه "خارطة طريق نحو سلام دائم في الشرق الأوسط". أما ترامب فذهب أبعد من ذلك حين قال للصحافيين: "أنا لا أتحدث عن دولة أو دولتين.. بل عن إعادة إعمار غزة."

 

تصريحه هذا يكشف عن توجه جديد في خطاب واشنطن، إذ لم يربط هذه المرة المسار السياسي بمبدأ "حل الدولتين" التقليدي، بل ركز على إعادة الإعمار كمدخل لبناء الاستقرار — وهو ما قد يشير إلى صيغة "سلام اقتصادي" تتبناها الإدارة الحالية بوضوح.

 

السيسي وترامب: شراكة "التوازن الإقليمي"

قمة شرم الشيخ مثّلت، بحسب مراقبين، اختباراً لشراكة القاهرة وواشنطن في إدارة ما بعد الحرب على غزة.
ففي حين تمسّكت مصر بموقعها كـ"ضامن رئيسي" للتهدئة، جاءت مشاركة ترامب لتمنح الغطاء السياسي الدولي لهذه الجهود.
مصادر دبلوماسية عربية وصفت القمة بأنها "إعادة تموضع استراتيجي لدور مصر"، فيما اعتبرت أن ترامب يسعى من خلالها لتثبيت نفوذه في ملف الشرق الأوسط بعد سنوات من الانكفاء الأميركي.

 


"سلام الشرق الأوسط": بين الرمزية والاختبار الواقعي

اللافت أن ترامب كرر خلال تصريحاته أكثر من مرة قوله: "لدينا أخيراً سلام في الشرق الأوسط.. وهذا الاتفاق سيصمد".
لكن بين هذه الثقة المعلنة والتحديات على الأرض، ثمة فجوة لا يمكن تجاهلها.
ففي غزة، لا تزال مخاوف الفصائل من انتكاس الهدنة قائمة، خاصة مع تأخر الترتيبات الأمنية ودخول المساعدات.
أما في إسرائيل، فتتزايد الضغوط من داخل الائتلاف الحاكم الذي يرى في الاتفاق تنازلاً خطيراً لحماس، ما قد يهدد تماسك الحكومة لاحقاً.

 


واشنطن تعود... لكن بأي ثمن؟

يمكن القول إن قمة شرم الشيخ 2025 لم تكن مجرد اجتماع للسلام، بل محطة لإعادة رسم توازنات الشرق الأوسط.
ترامب أراد أن يظهر كـ"صانع السلام" قبيل عام انتخابي حاسم، فيما حاولت القاهرة تثبيت دورها كجسر إقليمي بين واشنطن والعواصم العربية.
لكن جوهر السؤال يبقى:
هل هذا الاتفاق بداية سلام فعلي أم مجرد هدنة سياسية مؤقتة؟

فما بين تصريحات ترامب المفعمة بالثقة، والميدان الغزّي المثقل بالدمار، تبدو الطريق إلى "سلام دائم" أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5