المزارعون في الجنوب اللبناني يواجهون موسماً كارثياً

2025.10.13 - 09:30
Facebook Share
طباعة

الجنوب اللبناني، الذي لطالما شكّل شريانًا اقتصاديًا وزراعيًا عبر بساتين الزيتون، يواجه هذا العام أزمة غير مسبوقة تهدد استقرار القطاع الزراعي وسبل عيش آلاف العائلات.
أثرت التوترات الأمنية المتواصلة والاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي والمزروعات، ما يسلط الضوء على تزعزع الدورة الاقتصادية المحلية وارتباطها بشكل مباشر بالواقع الأمني والسياسي للمنطقة.

تداعيات الاعتداءات على الإنتاج الزراعي:

ألحقت الاعتداءات الأخيرة أضرارًا واسعة بقطاع الزيتون، الذي يعتمد عليه أكثر من مئة ألف عائلة في الجنوب اللبناني، إضافة إلى آلاف فرص العمل الموسمية التقديرات تشير إلى خسائر تتجاوز 70% من الإنتاج السنوي، نتيجة القصف وسرقة الأشجار المعمرة ومنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم بحرية. الإجراءات الإسرائيلية، عبر قوات "اليونيفيل"، تضمنت طلب لوائح بأسماء أصحاب الكروم والعمال وأرقام سياراتهم، مما يحدّ من حرية العمل الزراعي ويضاعف الأضرار.

التأثير على المجتمعات المحلية:

تختلف نسبة الإنتاج حسب القرى والمزارع، حيث اقتصر القطاف على الأراضي القريبة من منازل المزارعين أما الحقول الحدودية، مثل بليدا، فهي شبه معطلة بسبب الإجراءات الأمنية والألغام المحتملة، وهو ما أدى إلى تراجع الإنتاج بشكل كامل في بعض المناطق.
بالإضافة إلى الزيتون، تأثرت جميع الزراعات الأخرى، بما فيها التبغ، نتيجة عدم القدرة على تهيئة الأرض للزراعة.

الآثار الاقتصادية والاجتماعية:

الخسائر لا تقتصر على الإنتاج الزراعي، بل تمتد إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي، إذ يشهد الجنوب موجة نزوح جزئي للسكان الذين يفضلون التخلي عن أراضيهم خوفًا من المخاطر المزارعون المتضررون يسجّلون أسمائهم لدى وزارة الزراعة، إلا أن التعويضات لم تُصرف بعد، ما يزيد من الضغوط الاقتصادية على الأسر المتأثرة.

توقعات الموسم المقبل:

في ظل استمرار الاعتداءات والقيود على الحركة الزراعية، يبقى مصير الموسم المقبل مرتبطًا بالاستقرار الأمني وإمكانية إعادة إعمار الجنوب. عودة النشاط الزراعي تعتمد على قدرة السلطات المحلية والدولية على حماية الأراضي، وتأمين وصول المزارعين إليها، وهو ما يحدد مستقبل القطاع الزراعي في الجنوب اللبناني. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8