خطاب ترامب في الكنيست.. بين سلام مُعلن وحرب خفية على ملامح الشرق الأوسط

أماني إبراهيم

2025.10.13 - 03:28
Facebook Share
طباعة

في مشهد "تاريخي ومحمّل بالرمزية السياسية"، ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، خطاباً أمام الكنيست الإسرائيلي أعلن فيه أن "الشرق الأوسط يتجه نحو عصر ذهبي"، مؤكداً أن وقف إطلاق النار في غزة يشكّل "فجرًا جديدًا للسلام"، وأن "اليوم سكتت البنادق ومستقبل المنطقة سيصبح مشرقاً".

وقال ترامب، الذي كان قد أعلن قبل ساعات رسمياً انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إن "الدول العربية والإسلامية التي ضغطت على حماس كانت شركاء حقيقيين في السلام"، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستشارك في جهود إعادة إعمار القطاع الذي شهد أسوأ جولة قتال منذ عقود.
وأضاف: "أنجزنا المستحيل.. أعدنا الرهائن إلى بيوتهم، وأوقفنا حرباً كان يُعتقد أنها لن تنتهي أبداً".

 


تصفية خصوم إسرائيل وتطبيع جديد للخطاب

وشدد ترامب على أن أمن إسرائيل لن يُهدد بعد اليوم، قائلاً: "لن يكون هناك سلاح في يد حماس.. إسرائيل يمكنها الآن أن تتوجه إلى السلام"، في إشارة إلى بند نزع السلاح الذي كان محورياً في خطته لوقف النار.
ولم يخلُ الخطاب من لهجة انتصار عسكرية، إذ كشف ترامب أن "العملية المشتركة مع إسرائيل ضد إيران كانت رائعة"، قائلاً إنه تم "إلقاء 14 قنبلة على منشآت إيران النووية" و"منعنا طهران من الحصول على أخطر أسلحة في العالم".

وقال أيضاً إن "قوى الفوضى في الشرق الأوسط هُزمت تماماً"، لكنه ترك الباب مفتوحاً قائلاً: "سيكون رائعاً أن نصل إلى اتفاق سلام مع إيران في المستقبل".

 


تصفيق حار وطرد معارضين من القاعة

شهدت قاعة الكنيست تصفيقاً طويلاً من أعضاء البرلمان الإسرائيلي وقوفاً للرئيس الأميركي، فيما تم طرد نائب عربي وآخر يساري بعد مقاطعتهما الخطاب، في مشهد أثار ردود فعل متباينة داخل إسرائيل وخارجها.
وكتب ترامب في سجل الشرف فور وصوله إلى مقر الكنيست: "إنه يوم عظيم، يوم رائع، بداية جديدة".

 

نتنياهو: ترامب "أعظم صديق لإسرائيل"

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بدا منتشياً بالانتصار السياسي والعسكري، إن الرئيس الأميركي "قدّم مساهمات حاسمة في إعادة الرهائن"، واصفاً إياه بأنه "أعظم صديق لإسرائيل".
وأضاف نتنياهو: "نشكر ترامب على وساطته لنشر السلام في المنطقة، وعلى قراره التاريخي بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران"، مشيراً إلى التزام حكومته بتحقيق السلام "وفق خطة ترامب".

وأكد أن إسرائيل "قامت بما يجب القيام به" رداً على هجوم السابع من أكتوبر، مضيفاً أن "كل قادة الهجوم من بينهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار قد رحلوا"، وأن الحرب لم تتوقف إلا بعد ضمان نزع سلاح حماس.
وختم بالقول: "الوقت حان للسلام، داخل إسرائيل وخارجها".

 


بين الكنيست وشرم الشيخ.. لحظة فاصلة

يتزامن خطاب ترامب في الكنيست مع استعداد مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة القمة التي من المنتظر أن تُعلن خلالها رسمياً "نهاية الحرب على غزة" وإطلاق خطة إعادة الإعمار برعاية أميركية–عربية–إسرائيلية، بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويرى مراقبون أن خطاب ترامب، المليء بالإشارات الرمزية والمصطلحات الدينية والسياسية، يمهد لما يمكن وصفه بـ"إعادة هندسة للشرق الأوسط" على أسس أمنية واقتصادية جديدة، تتقاطع فيها مصالح واشنطن وتل أبيب مع العواصم العربية المشاركة في ترتيبات ما بعد الحرب.

 


بهذا الخطاب، يكرّس ترامب عودته السياسية عبر "الملف الأشد تعقيداً في العالم"، مقدماً نفسه كمهندس للسلام و"قاهر للحروب" في آن واحد.
لكن بين مشهد التصفيق في الكنيست والتوجس في الشارع العربي، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ما أُعلن في القدس بداية سلامٍ حقيقي، أم فصل جديد من إعادة رسم خرائط القوة في المنطقة على الطريقة الأميركية؟
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7