الشرع : سوريا أمام "فرصة تاريخية عظيمة" ولن نحارب أحداً بعد اليوم

2025.10.13 - 02:02
Facebook Share
طباعة

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده "تستحق العيش في سلام وأمن"، مشدداً على أن المرحلة المقبلة تمثل "فرصة تاريخية عظيمة للمنطقة بأكملها"، إذا ما تم دعم جهود الاستقرار وإعادة الإعمار.

وقال الشرع في حديثه لشبكة "سي بي إس" الأمريكية إن حكومته لم تقم بأي عمليات عسكرية خارج الأراضي السورية، مضيفاً: "لم نستهدف أحداً سوى النظام السوري السابق الذي دمّر البلاد وأشعل الحرب الأهلية".

 


وخلال جولة أجراها الرئيس السوري برفقة فريق القناة الأمريكية في حي جوبر الدمشقي المدمّر، تحدث الشرع عن رؤيته لمستقبل إعادة الإعمار، مؤكداً أن السوريين "يستحقون الأمل والعودة إلى ديارهم"، مضيفاً بثقة: "أؤمن أن حي جوبر سيُعاد بناؤه خلال حياة أطفالي".

وأشار الشرع إلى أن تكاليف إعادة الإعمار قد تتراوح بين 600 و900 مليار دولار، موضحاً أن المجتمع الدولي يتحمّل جزءاً من المسؤولية الأخلاقية في دعم سوريا بعد أن "شاهد العالم المأساة على مدى 14 عاماً دون أن يوقف الجريمة".
وقال: "كل من يعيق رفع العقوبات عن سوريا هو شريك في الجريمة ضد هذا الشعب."

 


وعن احتمالات محاكمة الرئيس السابق بشار الأسد، أوضح الشرع أن "المرحلة الحالية لا تحتمل الدخول في صدام مع روسيا، فذلك سيكون مكلفاً للغاية ولن يخدم مصلحة سوريا"، في إشارة إلى الدور الروسي في حماية النظام السابق خلال الحرب.

أما بشأن الاتهامات الأممية بانتهاك القوات السورية الحالية للقانون الإنساني، فقد ردّ بالقول: "هذا وصف مبالغ فيه. نحن ملتزمون بمحاسبة أي شخص ارتكب جرائم ضد المدنيين، من أي جهة كانت."

 

وتطرّق الشرع إلى الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق، مؤكداً أن إسرائيل استهدفت مواقع للجيش السوري ووزارة الدفاع، بل قصفت القصر الرئاسي مرتين، قائلاً: "إحدى المرات كنت على مقربة من المكان. استهداف القصر ليس رسالة، بل إعلان حرب."

وأضاف: "لكن سوريا لا تريد الحروب. لا نريد أن نشكل تهديداً لإسرائيل أو لأي أحد."

 

 

وفي معرض رده على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن "حماية الدروز في سوريا"، شدد الشرع على أن هذه المسألة "شأن سوري داخلي"، قائلاً: "القانون السوري وحده هو المخوّل بحماية جميع المواطنين، والدروز جزء أصيل من هذا النسيج الوطني."

 

تأتي تصريحات الرئيس الشرع في وقت تشهد فيه سوريا تحولاً سياسياً واقتصادياً حساساً بعد عقد ونصف من الحرب والعقوبات والعزلة الدولية. ويبدو أن دمشق تحاول فتح صفحة جديدة مع العالم، عنوانها "السلام مقابل الإعمار"، في اختبار حقيقي لقدرة النظام الجديد على إعادة بناء ما دمّرته سنوات الصراع الطويلة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10