هجوم مسلح داخل جامعة دمشق يثير القلق الأكاديمي

2025.10.13 - 10:38
Facebook Share
طباعة

 أثار حادث الاعتداء على عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق، علي اللحّام، حالة من القلق داخل الوسط الأكاديمي، وسط تأكيد رسمي على فتح تحقيق واسع ومحاسبة الفاعلين، وتأكيد على ضرورة حماية المؤسسات التعليمية من أي انتهاكات تمس أمنها أو هيبتها.

وأعلنت وزارة التعليم العالي، اليوم الاثنين، أنها اتخذت الإجراءات القانونية بحق المتورطين في الحادثة التي وقعت الأحد داخل حرم الكلية، مؤكدة أن الوزير مروان الحلبي يتابع مجريات التحقيق شخصياً بالتنسيق مع الجهات المختصة.

وجاء في بيان الوزارة أن «حماية أعضاء الهيئة التدريسية وصون كرامتهم واجب وطني وأخلاقي»، مشدداً على أن الدولة «لن تسمح بأي شكل بالمساس بحرمة الجامعات أو بأمن كوادرها التعليمية». وأوضح البيان أن هذه التصرفات «لا تمتّ بصلة إلى القيم الأكاديمية والإنسانية التي تقوم عليها المؤسسات التعليمية».


تفاصيل الحادثة والتحقيقات الجارية
وبحسب المعلومات، فإن مسلحين مجهولين اقتحموا مكتب عميد كلية الآداب صباح الأحد، وأطلقوا النار بشكل عشوائي، كما ألقوا قنبلة يدوية لم تنفجر قبل أن يلوذوا بالفرار. وتمكن عناصر الأمن الداخلي في الجامعة من إلقاء القبض على المهاجمين بعد ملاحقة قصيرة، حيث جرى تسليمهم إلى الجهات المعنية لمتابعة التحقيق.

وذكر أحد طلاب الكلية، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أنه عند دخول المسلحين إلى مبنى العمادة، سادت حالة من الذعر بين الطلبة، وبدأ عدد كبير منهم بالهرب من الممرات بعد سماع أصوات الصراخ. وأوضح أن الفوضى استمرت لعدة دقائق قبل أن يتم تطويق المكان وإخراج العميد إلى موقع آمن.

وتداول طلاب الجامعة روايات غير مؤكدة تفيد بأن دافع الهجوم قد يكون مرتبطاً بخلافات طلابية أو بنتائج أكاديمية، إلا أنه لم يصدر أي تأكيد رسمي حول ذلك حتى الآن، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى أن دوافع المهاجمين ما تزال قيد التحقق.


قلق أكاديمي ومطالب بتعزيز الأمن
الحادثة أثارت موجة قلق في الأوساط التعليمية، خاصة أنها تأتي بعد سلسلة من الاعتداءات الفردية التي طالت أساتذة جامعيين خلال الأشهر الماضية في مدينتي دمشق وحلب.
ففي أيلول الماضي، قُتل الدكتور باسل زينو، أستاذ كلية الطب بجامعة حلب، أمام عيادته في حي الجميلية، قبل أن تعلن وزارة الداخلية إلقاء القبض على القاتل الذي تبين أنه أحد أقربائه بدافع خلاف عائلي على الميراث.

كما شهدت مدينة حلب مطلع حزيران الماضي مقتل الدكتور سهيل جنزير، عميد كلية الهندسة المدنية، بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر من مجهولين.

ويرى أكاديميون أن تكرار هذه الحوادث يستدعي تشديد الإجراءات الأمنية داخل الجامعات، مؤكدين ضرورة إعادة النظر في آليات التفتيش ومراقبة المداخل. وأشار بعضهم إلى أن بوابات جامعة دمشق أصبحت تشهد تساهلاً في التفتيش خلال الفترة الأخيرة مقارنة بما كان عليه الوضع سابقاً، وهو ما قد يزيد من احتمالات وقوع حوادث مشابهة.


وزارة التعليم تتعهد بالحماية والمحاسبة
وفي ختام بيانه، شدد وزير التعليم العالي على أن الوزارة «لن تتهاون في محاسبة أي شخص يثبت تورطه في تهديد أمن الجامعة أو الإساءة إلى هيبتها»، مؤكداً أن الجامعات السورية ستبقى «منارات للعلم والفكر الوطني رغم كل التحديات».


وأكد الحلبي أن العمل جارٍ لضمان بيئة جامعية آمنة ومستقرة لجميع الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية، مشيراً إلى أن ما حدث لن يثني الكوادر الأكاديمية عن أداء رسالتها العلمية والإنسانية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10