أثار الاعتداء العنيف الذي تعرّض له الدكتور حسان حسن ملّاط غضب الأطباء والعاملين في القطاع الصحي شمال لبنان، بعد كشف وسائل إعلام محلية عن تعرض الطبيب، المتخصص في الأمراض الجرثومية، لهجوم من أحد الشبان عقب حادث سير عرضي حاول الطبيب حله بالطرق السلمية.
الشاب لم يتمالك أعصابه، فهدّد الطبيب بسلاح واعتدى عليه بالضرب بطريقة مهينة أمام المارة.
انتشر خبر الحادثة بسرعة بين المتابعين الذين تداولوا مقطعاً مصورًا يظهر الاعتداء على الطبيب أثناء محاولته التفاهم والتحدث بهدوء، ما أثار موجة واسعة من الاستنكار والإدانة، خاصة من عرفوا الطبيب شخصيًا أو تتلمذوا على يديه. يُعرف ملّاط بالتزامه المهني، فهو يرأس قسم الأمراض المعدية ولجنة مكافحة العدوى في مستشفى "النيني" ومركز اليوسف الطبي التعليمي، ويشغل منصب استشاري أمراض معدية في عدة مستشفيات شمال لبنان، ويُدرّس في كلية الصحة العامة بالجامعة اللبنانية.
أما عن تفاصيل الحادثة، فقد اصطدم ملّاط بسيارة أخرى في شارع الجميزات قرب مطعم "أبو صبحي" أثناء توجهه إلى ساحة النور، وحين حاول توضيح ما حدث والاعتذار والتعهّد بإصلاح الضرر رغم عدم تغطية التأمين، قام صاحب السيارة بتهديده واستدعاء أصدقاءه الذين حضروا لضربه قبل مغادرتهم تضاربت الروايات حول ملابسات الحادث، إذ ذكرت بعض مصادر وسائل الإعلام المحلية، أن الاصطدام وقع نتيجة قيادة المعتدي عكس السير، بينما ذكرت أخرى أنه حدث أثناء ركن الطبيب لسيارته، وأشارت روايات ثالثة إلى أن الاعتداء جاء بسبب رفض الطبيب دفع تكاليف إصلاح سيارة المعتدي.
أمنيًا، سارع فرع المعلومات شمالًا بقيادة العقيد عمر الشريف إلى التدخل والقبض على المعتدي الذي وُجّه إلى سجن القبة، وتبين أنه من أصحاب السوابق. شعبيًا، طالب المتابعون بإنزال أشد العقوبات بحق المعتدي وكل من يعتدي على الطاقم الطبي، نظرًا لتكرار هذه الاعتداءات السنوية التي تحول الطبيب والطاقم الطبي إلى هدف للهجمات بسبب أسباب متعددة تشمل وفاة المرضى أو النزاعات المادية المتعلقة بالمستحقات الطبية.
على صعيدٍ متصل، صدرت بيانات نيابية وشعبية وطبّية استنكرت الحادثة، وكان أبرزها بيان صادر عن بلدته القلمون، أكد أن الاعتداء يمسّ القيم وكرامة كل طبيب يؤدي رسالته، متمنّيًا الشفاء العاجل للطبيب ومؤكدًا وقوف البلدة إلى جانبه.