توتر ليلي في محيط السيدة زينب... والسلطات تتدخل لاحتواء الموقف

2025.10.12 - 09:51
Facebook Share
طباعة

 شهدت منطقة السيدة زينب بريف دمشق، ليلة الخميس، توترًا أمنيًا مفاجئًا تطور من احتجاجات محلية محدودة إلى اشتباكات متقطعة وإطلاق نار في الهواء، ما استدعى تدخل قوات الأمن السورية التي فرضت طوقًا حول الموقع وأعادت الهدوء تدريجيًا بعد ساعات من التوتر.

ووفق معلومات محلية متقاطعة، بدأ التوتر نحو الساعة الواحدة بعد منتصف الليل عندما خرجت مجموعة من الشبان من بلدتي البحدلية والذينابية القريبتين، وتوجهت نحو شارع الفاطمية وسط السيدة زينب، حيث تجمع العشرات في وقت قصير مرددين شعارات احتجاجية طائفية، قبل أن تتدخل دوريات أمنية لتفريق الحشود.


احتجاجات مفاجئة وتوتر متصاعد
شهدت المنطقة حالة من الارتباك بعد أن انتشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت مجموعات من الشبان وهم يتنقلون بين الشوارع الفرعية ويرددون هتافات طائفية غاضبة.
وأفاد شهود عيان أن بعض المتجمّعين أطلقوا النار في الهواء ما أدى إلى حالة من الذعر بين الأهالي، خاصة في الأحياء السكنية القريبة من شارع الفاطمية، الذي يُعد الشريان التجاري الرئيسي في البلدة.

وأضافت المصادر أن قوات الأمن السورية وصلت إلى المكان بعد دقائق من اندلاع التوتر، حيث عملت على إغلاق الطرق المؤدية إلى مركز البلدة، وانتشرت الدوريات في محيط المدارس والمحال التجارية التي أغلقت أبوابها بشكل كامل تحسبًا لأي طارئ.

ووفق المعلومات، نجحت القوات في تفريق المجموعات خلال وقت قصير، غير أن عددًا من الشبان عادوا بعد انسحاب العناصر الأمنية وأعادوا التجمع مجددًا في الشارع ذاته، مطلقين النار في الهواء، ما أدى إلى تجدد التوتر قبل أن تتدخل وحدات إضافية من قوى الأمن الداخلي لإعادة الاستقرار.


تحرك أمني سريع وتهدئة تدريجية
مصادر أهلية في المنطقة أفادت بأن وحدات من قوى الأمن الداخلي والشرطة العسكرية انتشرت في أحياء السيدة زينب والبحدلية والذينابية، وأقامت حواجز تفتيش مؤقتة ودوريات متحركة في الشوارع الفرعية، كما أغلقت بعض المداخل المؤدية إلى الأحياء الحساسة في المنطقة.

وبحسب الأهالي، فقد جرى احتواء الموقف خلال ساعات الفجر الأولى، بعد تدخل وجهاء من العشائر والأهالي المحليين الذين سعوا إلى تهدئة النفوس ومنع أي احتكاك جديد، في وقت عادت فيه الحركة تدريجيًا إلى الأسواق صباح اليوم التالي وسط وجود أمني ملحوظ.

وأكدت مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقًا أوليًا لمعرفة أسباب الحادثة والجهات المحرّضة، خصوصًا بعد تداول أنباء عن خلافات فردية قديمة تطورت إلى مشادة جماعية، قبل أن تأخذ طابعًا أوسع بفعل الشائعات المنتشرة عبر الإنترنت.


السيدة زينب... منطقة حساسة تتكرر فيها التوترات
تُعد منطقة السيدة زينب من أبرز المناطق الحيوية في ريف دمشق، كونها مركزًا دينيًا وسياحيًا يضم أعدادًا كبيرة من الزوار والمقيمين من مختلف المحافظات السورية.
كما أنها تحتضن خليطًا اجتماعيًا متنوعًا من عائلات دمشقية وريفية وعشائرية، إضافة إلى نازحين من محافظات أخرى استقروا فيها خلال سنوات الحرب.

ويشير مراقبون إلى أن أي حادث أمني في المنطقة غالبًا ما يثير قلقًا واسعًا نظرًا لحساسيتها الاجتماعية والدينية وموقعها القريب من العاصمة، فضلًا عن وجود مواقع أمنية ومراكز خدمية مهمة في محيطها.

وتكررت خلال الأشهر الماضية حوادث فردية متفرقة في المنطقة، تراوحت بين مشاجرات مسلحة وخلافات عشائرية، سرعان ما جرى احتواؤها بوساطات محلية دون أن تتطور إلى مواجهات واسعة.


مطالب شعبية بالتهدئة والشفافية
عقب الحادثة الأخيرة، دعا عدد من وجهاء المنطقة إلى التهدئة وعدم الانجرار وراء الشائعات، مشددين على أهمية الحوار بين المكونات المحلية وتجنب أي تصعيد قد يضر بالسلم الأهلي.
كما طالبوا السلطات بمتابعة التحقيقات بشفافية ومحاسبة المتسببين، مع تعزيز الإجراءات الأمنية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

وقال أحد وجهاء البلدة في تصريح محلي إن “ما حدث هو نتيجة تراكمات اجتماعية واقتصادية ضاغطة، وليست خلافًا بين مكونات المنطقة، وعلينا جميعًا أن نغلق الباب أمام أي استغلال خارجي للوضع الداخلي”.


عودة الهدوء... والحذر مستمر
بحلول صباح اليوم التالي، استعادت المنطقة هدوءها النسبي، وبدأت المحال التجارية بفتح أبوابها وسط انتشار أمني لافت. وأكدت مصادر محلية أن الدوريات لا تزال تجوب المنطقة تحسبًا لأي تطورات، فيما تواصل الأجهزة المختصة تحقيقاتها لمعرفة دوافع الحادثة وضمان عدم تكرارها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5