عون يدق ناقوس الخطر: إسرائيل تنقل معركة ما بعد غزة إلى الجنوب اللبناني

2025.10.11 - 10:54
Facebook Share
طباعة

في تصعيد جديد بعد أيام من اتفاق وقف الحرب في غزة، شنت الطائرات الإسرائيلية فجر السبت غارات عنيفة على منطقة المصيلح جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل شخص سوري الجنسية وإصابة سبعة آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.

واستهدفت الغارات صالات لعرض وبيع الآليات الثقيلة، وتسببت بحرائق هائلة ودمار واسع في الموقع، فيما أغلقت الطريق الرئيسة التي تربط قضاء النبطية بمدينة صيدا لساعات قبل أن تُعاد فتحها بعد تدخل فرق الطوارئ.

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت المدنية، بينما أكدت مصادر ميدانية أن القتيل وبعض الجرحى كانوا من المارة الذين صادف وجودهم في المنطقة أثناء القصف.

تبرير إسرائيلي ورفض لبناني

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الهجوم استهدف "بنى تحتية تابعة لحزب الله" استخدمت – بحسب زعمه – لتخزين آليات هندسية "مخصصة لإعادة إعمار بنى تحتية إرهابية"، مضيفًا أن وجود تلك الآليات يمثل "خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

غير أن السلطات اللبنانية رأت في القصف اعتداءً سافرًا على أراضٍ ومنشآت مدنية، لا سيما أنه جاء في منطقة لا تضم مواقع عسكرية أو تحركات لحزب الله، ما اعتبره مراقبون رسالة سياسية إسرائيلية تتجاوز البعد الميداني.

عون: لبنان ليس بديلاً لغزة

في أول تعليق رسمي على التصعيد، ندد الرئيس اللبناني جوزيف عون بالغارات، قائلاً إن "الجنوب اللبناني يقع مجددًا تحت النار الإسرائيلية ضد منشآت مدنية بلا حجة ولا ذريعة"، مضيفًا أن "خطورة العدوان الأخير تكمن في توقيته، إذ يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة وما تضمنه من ترتيبات لتجميد السلاح الفلسطيني".

وأوضح عون أن هذا التطور "يطرح تساؤلات خطيرة حول ما إذا كان هناك من يفكر بالتعويض عن غزة في لبنان، لضمان استمرار الاسترزاق السياسي بالنار والقتل"، في إشارة إلى أطراف إقليمية ودولية قد تسعى لتثبيت معادلات جديدة على حساب الساحة اللبنانية.

وشدد الرئيس على أن "مسؤوليتنا الوطنية تفرض علينا أن نواجه هذا التحدي لا بمجرد التنديد، بل بدعوة المجتمع الدولي إلى تطبيق نموذج الهدنة الذي جرى في غزة على لبنان، طالما أن البلاد جُرّت إلى الحرب تحت شعار الإسناد للمقاومة".

تحذيرات من اتساع رقعة المواجهة

تزامن التصعيد مع تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية فوق بيروت والضاحية الجنوبية، ما أثار مخاوف من اتساع رقعة الضربات إلى مناطق جديدة، خصوصاً في ظل استعدادات ميدانية متزايدة لدى "حزب الله" وردّه السابق بأن "العدوان لن يمرّ دون رد".

ويرى مراقبون أن تزامن الغارات مع إعلان عون عن ضرورة هدنة شبيهة بغزة يعكس رسائل مزدوجة من الجانبين:

من جهة، تسعى إسرائيل لتذكير بيروت بحدود الردع ورفضها لأي إعادة تموضع لحزب الله قرب الخط الأزرق.

ومن جهة أخرى، تحاول الرئاسة اللبنانية استثمار الموقف الدبلوماسي لما بعد حرب غزة لتجنب انزلاق البلاد إلى مواجهة شاملة.


من غزة إلى لبنان: معادلة النار والسياسة

يأتي هذا التطور بعد توقيع اتفاق وقف الحرب في غزة الذي تضمن آلية دولية لاحتواء السلاح وتنظيم إدارة القطاع، وهو ما اعتبره محللون تحولاً في مقاربة واشنطن وتل أبيب تجاه "الجبهات المتصلة"، حيث يُخشى أن تُطبق معادلة مماثلة في لبنان.

وفي ظل صمت دولي متزايد إزاء التصعيد الأخير، يبرز موقف الرئيس عون كمحاولة لتحييد لبنان عن صراع إقليمي متجدد، فيما تبقى المخاوف قائمة من أن تكون بيروت على أعتاب اختبار جديد بين التهدئة والتصعيد.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6