تحول في العلاقات اللبنانية–السورية.. زيارة الشيباني إلى بيروت تؤشر لمرحلة جديدة من التنسيق الدبلوماسيي

2025.10.10 - 01:12
Facebook Share
طباعة

في زيارة وُصفت بأنها تحمل دلالات سياسية عميقة، وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث التقى نظيره اللبناني يوسف رجي، في خطوة تعكس بداية مسار جديد في العلاقات بين البلدين بعد سنوات من الجمود والتوتر.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد الوزير اللبناني يوسف رجي أن اللقاء يأتي في إطار إعادة تنظيم العلاقات الثنائية على أسس الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية، مشيراً إلى أن الجانبين توصلا إلى تفاهم مشترك بضرورة الفصل بين ملفات التعاون الثنائي وبين ما وصفه بـ«تداعيات الماضي».

وقال رجي: «هناك التزام متبادل بعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الدولة اللبنانية وسيادتها، وهذا يشكّل مساراً إيجابياً جديداً في العلاقة بين بيروت ودمشق». كما كشف أن لبنان تلقى رسمياً إخطاراً بتعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني–السوري، وهو ما يعني – بحسب تعبيره – أن الاتصال بين البلدين سيُدار حصراً عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية.

من جانبه، شدّد الوزير السوري أسعد الشيباني على أن زيارته إلى بيروت تمثّل «توجهاً سورياً جديداً تجاه لبنان»، قائلاً: «نريد تجاوز أخطاء الماضي التي كنّا نحن أيضاً من ضحاياها، ونسعى إلى بناء علاقة طبيعية قائمة على التعاون والاحترام».

وأضاف الشيباني أن سوريا ترى في استقرار لبنان ركيزة لاستقرار المنطقة، مؤكداً استعداد دمشق لتعزيز التعاون في الملفات الأمنية والاقتصادية بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.

وتأتي هذه الزيارة في ظل تحولات سياسية متسارعة تشهدها المنطقة، ومحاولات عربية لإعادة دمشق إلى دور أكثر فاعلية في المشهد الإقليمي، لا سيما بعد التقارب العربي–السوري الأخير وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني–السوري قد يكون مقدمة لإعادة صياغة العلاقة المؤسسية بين البلدين بشكل أكثر توازناً، بما يراعي حساسية الوضع اللبناني الداخلي وضغوط المجتمع الدولي.


تعود جذور التوتر بين لبنان وسوريا إلى سنوات ما بعد انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005، وما تبعه من خلافات سياسية حادة حول ملفات متعددة أبرزها الحدود، وملف اللاجئين السوريين، ودور دمشق في الساحة اللبنانية. لكنّ زيارة الشيباني إلى بيروت قد تمثّل بداية مرحلة جديدة عنوانها الحوار الهادئ والاحترام المتبادل، في ظل تزايد الدعوات العربية والدولية لاحتواء أزمات المنطقة بالحوار لا بالمواجهة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2