نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي للرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يرتدي ميدالية نوبل للسلام، بعد ساعات من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس برعاية أميركية ووساطة قطرية مصرية تركية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة. تعكس هذه الخطوة طريقة غير تقليدية للتواصل السياسي والإعلامي، وتأتي في وقت حاسم بعد عامين من الصراع الذي ترك قطاع غزة في حالة من الدمار وفرضت تداعياته نفسها على الداخل الإسرائيلي والفلسطيني.
المنشور الذي شاركه نتنياهو على منصة "إكس" يبرز الدور الأميركي في التوصل إلى الاتفاق، ويحول جهود الوساطة الدولية إلى نقطة قوة للرئيس ترامب أمام الرأي العام، مع تعزيز صورة إسرائيل كطرف قادر على إنهاء مرحلة طويلة من الحرب عبر ترتيبات دبلوماسية واستراتيجية. استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصورة يوفر وسيلة مبتكرة لتسليط الضوء على الإنجاز السياسي بطريقة جذابة ومباشرة، تجذب الانتباه على شبكات التواصل الاجتماعي، وتزيد من انتشار الرسالة بين مختلف الفئات السياسية والشبابية.
التقنيات الحديثة، كما يتضح من هذه المبادرة، لم تعد مقتصرة على الجانب الترفيهي أو الإعلامي، بل أصبحت أداة فعالة في صناعة الرواية السياسية.
في هذا السياق، تمثل الصورة رسالة مزدوجة: أولاً، تسليط الضوء على الإنجاز في وقف الحرب واستعادة الأسرى، وثانياً، التأكيد على الدعم الدولي، الذي منح الاتفاق الشرعية والقدرة على التنفيذ.
الخطوة أيضاً تركز التحديات السياسية الداخلية في إسرائيل. نتنياهو استثمر المعارضات المحدودة داخل الائتلاف لتثبيت صورته كقائد قادر على تمرير الاتفاق رغم الضغوط من التيارات اليمينية المتشددة، مستفيداً من الجدل حول الصورة لتعزيز مصداقيته أمام الرأي العام.
إضافة لذلك، أثار المنشور نقاشاً واسعاً حول استخدام الذكاء الاصطناعي في السياسة، ومدى تأثيره على الرأي العام والنقاشات الداخلية، الصور المولّدة بهذه الطريقة أصبحت وسيلة للتواصل السريع، ولإيصال رسائل مركزة وذات بعد رمزي، ما يعطيها قوة في التأثير على المزاج الجماهيري ويجعلها جزءاً من أدوات الضغط الإعلامي والاستراتيجي في النزاعات الإقليمية.
في النهاية، يُظهر هذا التحرك أن التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب الوساطة الدولية والدبلوماسية، تلعب دوراً بارزاً في صناعة الرواية السياسية، وتسليط الضوء على الإنجازات الدبلوماسية بطريقة مبتكرة، تساهم في إعادة تشكيل الخطاب السياسي على المستويين المحلي والدولي.