أزمة الزيتون في عفرين: موسم صعب وأسعار مرتفعة

2025.10.09 - 06:37
Facebook Share
طباعة

يشهد شمال سوريا هذا العام تراجعاً قاسياً في إنتاج الزيتون، خصوصاً في منطقة عفرين بريف حلب، التي لطالما عُرفت بأنها “عاصمة الزيتون السوري”. فبعد سنوات من المواسم الوفيرة، بات المزارعون اليوم يواجهون موسمًا استثنائيًا من الخسارة، بسبب الجفاف الحاد وموجات الصقيع المتكررة، ما جعل من هذا المحصول التاريخي ضحيةً للتغير المناخي والضغوط الاقتصادية المتزايدة.

بحسب وسائل إعلام محلية، أكد مدير الزراعة في حلب فراس سعيد إن إنتاجية الزيتون هذا الموسم ستكون “الأضعف منذ سنوات طويلة”، موضحاً أن الأسباب تتوزع بين شحّ الأمطار، وجفاف السدود والينابيع، والصقيع الذي ضرب الأشجار في فترة الإزهار، ما أدى إلى تلف واسع في الثمار.
هذه العوامل، وفق قوله، ترافقت مع ارتفاع تكاليف الزراعة وصعوبة تأمين الأسمدة والمبيدات، وهو ما جعل آلاف المزارعين عاجزين عن تقديم العناية اللازمة لبساتينهم.

تُعدّ منطقة عفرين وريف حلب الغربي من أكبر مناطق إنتاج الزيتون في سوريا، إذ تضم أكثر من 18 مليون شجرة، يعتمد عليها آلاف العائلات كمصدر رزق رئيسي. لكن الجفاف الذي استمر لثلاثة مواسم متتالية أدّى إلى انخفاض مخزون المياه في الآبار والسدود، ما انعكس على الريّ والإنتاج معًا، كما أن موجات الصقيع التي اجتاحت المنطقة خلال شهري شباط وآذار أضعفت الإزهار بنسبة تجاوزت 60% بحسب تقديرات مديرية الزراعة.

اقتصادياً، يُتوقع أن يؤدي هذا التراجع إلى ارتفاع أسعار الزيت والزيتون في الأسواق المحلية، وسط مخاوف من أن يتجاوز سعر صفيحة الزيت ضعف ما كانت عليه في الموسم السابق. ويشير خبراء إلى أن ندرة الإنتاج في الشمال السوري، الذي يمثل نحو 40% من إجمالي إنتاج البلاد، ستنعكس على السوق السورية ككل، وربما تدفع إلى زيادة الواردات من مناطق أخرى، ما يرفع التكلفة النهائية على المستهلكين.

أما بيئيًا، فإن خسارة مساحات واسعة من أشجار الزيتون تعني تراجعًا في الغطاء النباتي، وزيادة خطر التصحر في منطقة كانت تمثل رئة خضراء لشمال سوريا. وتخشى منظمات محلية من أن تتسبب هذه الأزمة في نزوح زراعي جديد، مع اضطرار بعض الفلاحين إلى ترك أراضيهم بسبب ضعف الجدوى الاقتصادية.

بين الجفاف والصقيع، يقف موسم الزيتون في حلب على حافة الانهيار، في مشهدٍ يلخّص أزمات الزراعة السورية اليوم: مناخ متقلّب، وموارد نادرة، ودعم رسمي محدود. ورغم محاولات التعويض والإرشاد الزراعي، يبقى مستقبل “الذهب الأخضر” في شمال سوريا مهددًا أكثر من أي وقتٍ مضى. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7