عون يطرح مبادرة بيروت مجدداً: السلام لا يولد من النار

2025.10.09 - 03:09
Facebook Share
طباعة

رحّب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة "حماس" في مرحلته الأولى، معتبرًا أنه يشكل خطوة أولى نحو وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. لكن المضمون السياسي في تصريح عون بدا أبعد من الترحيب الإنساني، إذ استعاد في بيانه مبادرة السلام العربية التي أُقرت في قمة بيروت عام 2002، في إشارة إلى أن لبنان يريد إعادة طرحها كمرجعية لأي تسوية مقبلة.

توقيت الموقف اللبناني لافت، إذ يأتي في ظل تصاعد التحركات الدولية والإقليمية لوضع حد للحرب التي دخلت عامها الثالث، ومع ازدياد الضغوط على إسرائيل من واشنطن وحلفائها لوقف عملياتها العسكرية في غزة وفتح الطريق أمام ترتيبات سياسية جديدة في الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أن عون أراد من خلال تصريحه تأكيد التزام لبنان بخيار السلام الشامل، شرط أن يقوم على العدالة واستعادة الحقوق الفلسطينية، لا على حلول مؤقتة أو جزئية.

إحياء مبادرة بيروت في هذا التوقيت قد يكون محاولة لبنانية لربط الملف الفلسطيني بمسار التهدئة في لبنان وسوريا أيضًا، إذ دعا عون إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية والسورية لتوفير المناخ الملائم لأي حوار سياسي. وهو بذلك يربط بين أمن الجنوب اللبناني والاستقرار الإقليمي، ويؤكد أن أي سلام لا يمكن أن يُبنى بمعزل عن إنهاء الاحتلال واحترام القرارات الدولية.

المبادرة التي تحدّث عنها الرئيس اللبناني كانت قد طرحت للمرة الأولى قبل أكثر من عقدين، وتقوم على مبدأ “الأرض مقابل السلام” وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية مقابل تطبيع عربي شامل مع إسرائيل. ومع أن المبادرة جُمّدت فعليًا بعد تعاقب الحروب وتبدل الموازين الإقليمية، فإن إعادة التذكير بها اليوم قد تعني أن بيروت ترى فيها الإطار الواقعي الوحيد لإعادة بناء التفاهم العربي حول القضية الفلسطينية.

في المقابل، تواجه هذه الرؤية عقبات كبيرة، أبرزها رفض الحكومة الإسرائيلية الحالية لأي صيغة تتضمن دولة فلسطينية، إلى جانب انقسام الموقف الفلسطيني الداخلي. ومع ذلك، فإن موقف عون قد يعيد لبنان إلى قلب النقاش العربي حول مستقبل الصراع، بعدما ظل منشغلاً بأزماته الداخلية في السنوات الأخيرة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 7