في إطار الدور المحوري الذي تضطلع به جمهورية مصر العربية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، تواصل مصر جهودها المكثفة لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، من خلال استضافة جولة مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة وفود أمنية وسياسية من الطرفين وبرعاية مصرية كاملة.
تأتي هذه المفاوضات ضمن إطار مقترح “خطة ترامب” الرامية إلى التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وبدء تبادل الأسرى والمحتجزين، مع تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتمهيد لانسحاب جزئي أو مرحلي للقوات الإسرائيلية من بعض مناطق القطاع.
وأكدت مصادر مصرية رفيعة المستوى أن المناقشات تشهد تقدماً ملحوظاً في عدد من الملفات، في حين تستمر المشاورات حول التفاصيل الفنية المتعلقة بخرائط الانتشار العسكري، وضمانات التنفيذ، وآليات الإشراف الدولي.
وتواصل مصر، من خلال أجهزتها المعنية ووزارة الخارجية، التنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وقطر والأمم المتحدة لضمان توفير بيئة داعمة لإنجاح المفاوضات والوصول إلى اتفاق يحقق التهدئة الدائمة ويحفظ الأرواح ويدعم جهود الإغاثة.
وفي تطور ذي دلالة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه زيارة مصر خلال الأيام المقبلة لحضور مراسم توقيع الاتفاقية النهائية في مدينة شرم الشيخ، تأكيداً للدور المصري الرائد في تحقيق الاستقرار ودعم مسار السلام في المنطقة.
وتجدد جمهورية مصر العربية تأكيدها على موقفها الثابت الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وحرصها على استعادة الأمن والاستقرار وتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، من خلال حل سياسي شامل وعادل يضمن الأمن لكافة الأطراف.
إشادات دولية بدور مصر والرئيس السيسي في جهود وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل
حظيت الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل بإشادات دولية واسعة، في ظل ما تبذله القاهرة من تحركات مكثفة ومساعٍ دبلوماسية جادة لاحتواء الأزمة ووقف نزيف الدم في قطاع غزة. وقد أكدت هذه الإشادات على الدور القيادي للرئيس عبدالفتاح السيسي في إدارة واحدة من أعقد الأزمات في المنطقة بحكمة واتزان، بما يعكس مكانة مصر المحورية على الساحة الإقليمية والدولية.
تقدير دولي للدور المصري
توالت البيانات والتصريحات من عواصم عالمية وإقليمية تؤكد دعمها الكامل للوساطة المصرية.
فقد أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديرها العميق للجهود التي تبذلها القاهرة، مؤكدًة أن مصر تظل الشريك الأساسي في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وأن تحركاتها أسفرت عن تقدم ملموس في المفاوضات الجارية بمدينة شرم الشيخ.
من جهتها، أشادت الأمم المتحدة بقدرة الدبلوماسية المصرية على جمع الأطراف المتصارعة حول طاولة الحوار، ووصفت الوساطة المصرية بأنها “الأكثر توازنًا ومصداقية” بالنظر إلى العلاقات المتوازنة التي تربط مصر بكل من الجانب الإسرائيلي والفلسطيني.
كما أصدرت دولة قطر بيانًا رحّبت فيه بالتنسيق الوثيق مع مصر في إدارة ملف التهدئة، مؤكدة أن التنسيق بين البلدين أسهم في تقريب وجهات النظر وتهيئة الأجواء لإنجاح المفاوضات.
وفي السياق ذاته، عبّرت الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية، من بينها الأردن والإمارات والسعودية، عن دعمها الكامل للمسار المصري، مشيدين بالقيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي التي استطاعت أن تعيد لمصر مكانتها كوسيط سلام لا غنى عنه في المنطقة.
الرئيس السيسي… رؤية واضحة ومسار متوازن
منذ اندلاع الأزمة الأخيرة، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على التأكيد أن الأولوية القصوى هي حماية المدنيين ووقف التصعيد العسكري، مع العمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم إلى قطاع غزة.
وقد وجّه الرئيس الأجهزة المصرية المختصة إلى التحرك على أكثر من مسار، سياسيًا وإنسانيًا وأمنيًا، من أجل احتواء الأزمة وتهيئة الظروف لسلام شامل ودائم.
وتُعد دعوته إلى اعتماد الحل السياسي العادل القائم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بمثابة الركيزة الأساسية للسياسة المصرية، التي توازن بين دعم الحقوق الفلسطينية والحفاظ على استقرار المنطقة.
شرم الشيخ مركز الدبلوماسية الإقليمية
تحوّلت مدينة شرم الشيخ، التي تستضيف جولات المفاوضات غير المباشرة، إلى منصة دبلوماسية دولية تجمع ممثلي الأطراف المعنية بالأزمة، في مشهد يعيد إلى الأذهان الدور التاريخي لمصر كجسر للتواصل بين الشرق والغرب.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الحضور المنتظر للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى شرم الشيخ للمشاركة في توقيع الاتفاق، يعكس تقدير المجتمع الدولي للجهود المصرية ويُعد اعترافًا ضمنيًا بفاعلية القيادة المصرية في صنع السلام.
تأكيد على الدور المصري الثابت
يرى مراقبون أن الإشادات الدولية الحالية تمثل تتويجًا لمسار طويل من الجهود المصرية التي اتسمت بالثبات والمسؤولية في إدارة الملفات الإقليمية الحساسة.
فمصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لا تسعى إلى حلول مؤقتة، بل إلى تأسيس سلام مستدام يقوم على العدالة وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إطار رؤية شاملة توازن بين مقتضيات الأمن الإقليمي والإنساني.