إسرائيل تُعلن خطة خاصة للتعامل مع “الرهائن العائدين” من غزة: صدمات نفسية وجسدية متوقعة بعد عامين من الأسر

2025.10.09 - 12:26
Facebook Share
طباعة

في تطور يعكس الاستعدادات الإسرائيلية لمرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت وزارة الرفاه الإسرائيلية عن استكمال خطة شاملة لاستقبال الرهائن المتوقع الإفراج عنهم من قطاع غزة، بعد عامين قضوها في الأسر لدى حركة “حماس”. وتستعد السلطات لمواجهة تداعيات نفسية وجسدية معقدة لدى العائدين، وسط توقعات بأن تكون حالتهم أسوأ من تلك التي سُجلت في عمليات تبادل سابقة.

خطة استقبال من خمس مراحل

أوضحت وزارة الرفاه والأمن الاجتماعي في بيان رسمي أن عملية الاستقبال ستجري على خمس مراحل، تبدأ بالتحضير المسبق قبل وصول الأسرى المحررين، مروراً بالـ24 ساعة الأولى التي تُعد الأكثر حساسية، تليها مرحلة الإقامة في المستشفيات، ثم فترة انتقالية تمتد حتى شهر، وصولاً إلى مرحلة الرعاية طويلة الأمد التي قد تستمر شهوراً أو حتى سنوات.

وأكدت الوزارة أن كل عائلة من عائلات الرهائن تم تعيين أخصائية اجتماعية مرافقة لها منذ اللحظة الأولى، لتقديم الدعم النفسي والمهني، مشيرة إلى أن الاستعدادات تشمل أيضاً سلّة مساعدات مادية عاجلة مخصصة للعائدين وأسرهم، ضمن حزمة الدعم الحكومي.

تركيز على علاج الصدمات

وكشفت مديرة عام الخدمات الاجتماعية في الوزارة، إتي كيسوس، أن الخطة تستند إلى “الخبرة المهنية المتراكمة” لدى المختصين الإسرائيليين في التعامل مع حالات الأسر السابقة، إضافة إلى دراسات مقارنة مع تجارب دولية مماثلة.
وقالت كيسوس: “نحن مستعدون لأي سيناريو، وندرك أن هذه العودة ستكون مختلفة، لأن العائدين هذه المرة رجال شباب، كثير منهم آباء لأطفال صغار، ما يعني أن آثار الصدمة لن تقتصر على الأفراد فقط، بل ستمتد إلى بنية الأسرة والمجتمع”.

خطة موجهة من وزارة الرفاه ومعهد “حروف”

وبحسب البيان، تم إعداد أدلة إرشادية علاجية من قبل خبراء وزارة الرفاه بالتعاون مع معهد “حروف” المتخصص في علم النفس الاجتماعي، بهدف تدريب الطواقم الطبية والاجتماعية على التعامل مع حالات الصدمة المركّبة الناتجة عن التعذيب النفسي والعزلة الطويلة والخوف المزمن.

ويشير مختصون إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى من خلال هذه الخطة إلى إظهار الجاهزية الإنسانية بالتوازي مع نجاحها السياسي في استعادة الرهائن، خصوصاً بعد الضغوط المحلية التي واجهتها الحكومة خلال العامين الماضيين نتيجة تأخر إنجاز هذا الملف.

 

يأتي الإعلان الإسرائيلي في سياق التحضيرات الجارية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية، والتي تتضمن وقفاً لإطلاق النار وانسحاباً جزئياً للجيش الإسرائيلي من غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن.

ويرى مراقبون أن الخطة الاجتماعية الجديدة ليست فقط خطوة طبية أو إنسانية، بل جزء من عملية سياسية تهدف إلى إعادة بناء الثقة الداخلية في القيادة الإسرائيلية، بعد الانتقادات الواسعة التي واجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الحرب على غزة.

 

بين الاستعدادات النفسية والطبية للعائدين، ومحاولات الحكومة ترميم صورتها الداخلية، تبدو إسرائيل مقبلة على مرحلة ما بعد الحرب الأكثر تعقيداً، حيث لا تقتصر التحديات على إدارة الانسحاب أو تنفيذ الاتفاق، بل تمتد إلى إعادة دمج من عاشوا صدمة الأسر في مجتمعٍ لم يتعافَ بعد من جراح الحرب نفسها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4