خلفيات الجولة الاستطلاعية للكونغرس في لبنان
وفد من الكونغرس الأميركي سيزور لبنان نهاية هذا الشهر في مهمة استطلاعية واستكشافية، للتركيز على الأوضاع السياسية والأمنية والمالية والاقتصادية. تأتي هذه الزيارة في إطار متابعة الكونغرس للأوضاع في الدول ذات الأهمية الاستراتيجية، مع اقتراب إعداد التصور المالي السنوي الذي يحدد حجم المساعدات الأميركية والبرامج الداعمة للدول المستفيدة.
لبنان، في ظل أزماته السياسية والاقتصادية، يندرج ضمن الدول التي يوليها الكونغرس اهتمامًا متزايدًا لمعرفة مدى جاهزية مؤسسات الدولة لاستيعاب المساعدات وتوظيفها في القطاعات الحيوية.
الزيارة تتيح للوفد جمع معلومات مباشرة عن الواقع على الأرض بعد سنوات من الأزمات الداخلية التي أثرت على الاستقرار السياسي والأمني. الجانب المالي والاقتصادي يحظى بمتابعة دقيقة، إذ يسعى الكونغرس لمعرفة مستوى استقرار المؤسسات اللبنانية وقدرة الحكومة على إدارة المساعدات وتطبيق الإصلاحات المطلوبة، تأتي هذه الخطوة ضمن سياسة أميركية تربط الدعم المالي والاقتصادي بالإصلاحات السياسية والأمنية لضمان تحقيق أثر ملموس على المواطنين وتعزيز الاستقرار الوطني.
على الصعيد العسكري، لم تُبلَّغ الدولة اللبنانية بعد بموعد زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي تراجع تفاصيل التعاون العسكري وتقييم قدرة الجيش اللبناني على تنفيذ مهام مختلفة، بما في ذلك جنوب الليطاني، بعد رفع الجيش تقريره الأول إلى الحكومة حول نشاطه في المنطقة. الإدارة الأميركية تريد توسيع نطاق العمل ليشمل كامل الأراضي اللبنانية، للوقوف على جاهزية الجيش ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية الموحدة وربطها بتقديم الدعم والمساعدات.
كشفت وسائل اعلام لبنانية خلفيات هذه الزيارة ترتبط بعدة ملفات أساسية، تشمل الأمن الإقليمي، دور لبنان في استقرار الحدود، تأثير الأزمات المالية على استقرار الدولة، ومستوى التنسيق بين المؤسسات اللبنانية والإدارة الأميركية. الولايات المتحدة، عبر هذه الجولة الاستطلاعية، تهدف إلى تقييم كيفية استثمار الدعم لتعزيز القدرات الأمنية، مواجهة التحديات الاقتصادية، ودعم الإصلاحات السياسية. على الرغم من طابعها الاستطلاعي، تتيح الزيارة فرصة للكونغرس لمعاينة الواقع الميداني مباشرة قبل اتخاذ القرارات النهائية بشأن حجم ونوع المساعدات المقررة نهاية العام، مما يضع لبنان تحت مجهر أميركي دقيق في الأشهر المقبلة.
