عون يضع السياسة الداخلية في قلب التعاون الأوروبي

2025.10.08 - 08:05
Facebook Share
طباعة

تأتي دعوة الرئيس اللبناني جوزيف عون للاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل في إطار محاولة لبنان موازنة الضغوط الأمنية والدبلوماسية، مع الحفاظ على المسار الداخلي للإصلاح الاقتصادي والسياسي. هذه الخطوة تعكس إدراكاً لبنانياً أن نجاح السياسات الوطنية مرتبط بدرجة مشاركة المجتمع الدولي، خاصةً في الملفات التي تتقاطع فيها السيادة الوطنية مع المعايير الدولية.

الأبعاد الاستراتيجية للضغط على إسرائيل:

يؤكد موقف عون أن لبنان يربط أي تقدم على الصعيد الأمني والسياسي بالالتزام الدولي، ما يشير إلى اعتماد سياسة تقوم على بناء تحالفات دبلوماسية لتعزيز قدرة الدولة على حماية حقوقها. الدعوة الأوروبية محاولة لإعادة تفعيل الضمانات الدولية التي يمكن أن تدعم الجيش اللبناني في تنفيذ مهامه ضمن إطار القانون والسيادة، خصوصاً في المناطق الحدودية.

الإصلاحات الاقتصادية والشراكة الدولية:

ربط الرئيس عون الإصلاحات المالية والاقتصادية بالشراكة الأوروبية يشير إلى فهم عميق لأهمية الدعم الخارجي في ضمان استدامة المسار الإصلاحي. المراقبة الأوروبية للانتخابات ومشاركة الاتحاد في القطاعات المختلفة يمكن أن تشكل آلية لتعزيز الشفافية، وتقليل المخاطر المرتبطة بتأخير الإصلاحات، ما يعكس إدراك لبنان لإمكانية الاستفادة من الضغط الدولي كأداة لتحقيق استقرار داخلي مستدام.

يمكن اعتبار خطوات لبنان الحالية محاولة لإعادة صياغة شروط التفاوض مع الأطراف الدولية، حيث يربط بين الضغوط الخارجية والتطوير الداخلي للإصلاحات الاقتصادية والسياسية. نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على قدرة الدولة على الجمع بين تحفيز الدعم الدولي وضمان تنفيذ الإصلاحات الداخلية، مع إدارة العلاقات الإقليمية بما يحفظ الحقوق اللبنانية ويعزز الاستقرار الداخلي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10