شهد المسجد الأقصى اليوم الأربعاء، ثاني أيام عيد العُرش اليهودي، اقتحامات واسعة وغير مسبوقة من قبل مجموعات المستوطنين المتطرفين، وسط تحذيرات فلسطينية وعربية من محاولات تقسيم المسجد وتهويده، ووفق دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، اقتحم 1758 مستوطناً المسجد على فترتين، بينهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي شارك في أداء الطقوس الدينية العلنية، إضافة إلى أعضاء كنيست ومسؤولين آخرين.
شملت الاقتحامات حلقات للرقص والغناء والتصفيق وإدخال قرابين نباتية، ما يمثل تجاوزاً صارخاً للخطوط الحمراء وخرقاً واضحاً للقوانين الدولية والاتفاقيات المعنية بالمقدسات.
تساهل الاحتلال وتشجيع التطرف:
التصرفات الاستعراضية لمجموعات الهيكل تضمنت أداء الصلوات والطقوس الدينية في جميع أنحاء المسجد، بما في ذلك أولى القبلتين، بعد أن كانت مقتصرة على الجهة الشرقية سابقاً. وأظهرت شرطة الاحتلال تساهلاً واضحاً، ميسرة دخول المئات دفعة واحدة ومنعت حراس الأقصى من التأثير على الاقتحامات.
كما أظهر فيديو نشره أحد المستوطنين إدخال قرابين نباتية خاصة بعيد العُرش وأداء الطقوس في الجهة الشرقية، وهو ما يعكس محاولات تهويد المسجد وفرض سيطرة الاحتلال على أجزاء واسعة منه.
ردود فلسطينية وعربية شديدة:
خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا عكرمة صبري وصف الاقتحامات بأنها استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين، وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن استمرار الانتهاكات، أكد صبري أن المسجد الأقصى إسلامي خالص، ولا تنازل عن حق المسلمين فيه، مشدداً على أن هذه الانتهاكات تتزامن مع الذكرى الـ35 لمجزرة الأقصى وتأتي ضمن تغييرات غير مسبوقة منذ بداية الحرب على غزة قبل عامين، بما يشمل حصار القدس واعتقال المقدسيين ومنعهم من الوصول إلى أولى القبلتين.
حركة حماس اعتبرت الاقتحامات خطوة استفزازية متعمدة، تهدف لتكريس التقسيم الزماني والمكاني وفرض السيطرة الاحتلالية على المسجد، مؤكدة أن القدس والأقصى خط أحمر، الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بمقدساته وحقه فيها بكل الوسائل المشروعة. وأدانت وزارة الخارجية الأردنية الاقتحام، معتبرة إياه خرقاً فاضحاً للقوانين الدولية والإنسانية، ومؤكدة أن إدارة الأوقاف الأردنية هي الجهة القانونية الوحيدة المسؤولة عن شؤون المسجد.
مخاطر استمرار الانتهاكات:
تؤكد أحداث اليوم حجم المخاطر على الوضع القائم في القدس، واستمرار سياسة الاحتلال في فرض الوقائع على الأرض، ما يزيد التوتر ويهدد استقرار المدينة والمقدسات الإسلامية، استمرار هذه الانتهاكات يشكل تهديداً للهوية الدينية للمدينة ويستدعي تحركاً فلسطينياً وعربياً ودولياً عاجلاً لحماية المسجد الأقصى من محاولات تهويد متزايدة، وضمان احترام حرمة الأماكن المقدسة ووقف الاستفزازات الإسرائيلية.