“فضيحة الاعتذار”.. البيت الأبيض يلقّن نتنياهو اعتذارًا لقطر بعد ضربة إسرائيلية أشعلت تل أبيب

2025.10.08 - 04:46
Facebook Share
طباعة

كشفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية في تقرير مثير للجدل، نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة داخل الإدارة الأمريكية، أن البيت الأبيض هو من صاغ نص الاعتذار الإسرائيلي الرسمي لقطر، عقب الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل الشهر الماضي واستهدفت قيادات من حركة "حماس" على الأراضي القطرية، ما تسبب في أزمة دبلوماسية حادة بين الدوحة وتل أبيب.

 

ووفقًا للتقرير، طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتصال من المكتب البيضاوي برئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وقراءة نص الاعتذار كما أعده المستشارون الأمريكيون بالتنسيق مع ممثلين عن الحكومة القطرية.

 


وأضافت بوليتيكو أن الدبلوماسي القطري علي الذوادي، الذي يتمتع بصلاحيات وزارية واسعة، كان حاضرًا في الغرفة أثناء المكالمة الهاتفية، بصفته منسقًا رئيسيًا عن الدوحة، لضمان التزام نتنياهو حرفيًا بالنص الذي أقره البيت الأبيض، ومنع أي خروج عن السياق المتفق عليه.

 

 

تعود جذور الأزمة إلى الضربة الإسرائيلية على هدف داخل الأراضي القطرية الشهر الماضي، والتي قالت تل أبيب إنها استهدفت قيادات في “حماس”، لكنها قوبلت برفض قطري حاد واعتبرت “انتهاكًا صارخًا لسيادة الدولة القطرية”.

 

وخلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، أعرب نتنياهو عن أسفه لما سماه “الانتهاك غير المقصود” لسيادة قطر، متعهدًا بعدم تكرار مثل هذا الهجوم مستقبلاً، في خطوة وُصفت داخل إسرائيل بأنها “إهانة دبلوماسية” وتنازل غير مسبوق أمام دولة عربية.

 


من جانبها، أكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان رسمي أن إسرائيل قدمت اعتذارًا رسميًا عبر وساطة أمريكية، تمثلت في مكالمة ثلاثية جمعَت ترامب وآل ثاني ونتنياهو، مشيرة إلى أن الدوحة تحتفظ بحقها في الرد وفق القوانين الدولية لكنها رحبت بـ"الاعتراف بالخطأ".

 


أثار الاعتذار عاصفة من الانتقادات في الأوساط السياسية الإسرائيلية. فقد وصف وزراء من اليمين المتشدد ما جرى بأنه “ذلّ دبلوماسي” و”خضوع لقطر”، فيما رأت المعارضة أن نتنياهو “باع كرامة إسرائيل مقابل رضا ترامب”.

 

وتداولت الصحافة العبرية عناوين لاذعة تصف الحادثة بأنها “لحظة انبطاح تاريخية”، فيما حاول مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التخفيف من وقع الفضيحة بالقول إن “التواصل جاء في إطار تفاهمات أمنية مع الولايات المتحدة، وليس اعتذارًا بالمعنى الحرفي”.

 

 

يؤكد محللون أن الحادثة تكشف حجم تبعية نتنياهو السياسية لواشنطن، خاصة في مرحلة يسعى فيها البيت الأبيض إلى تهدئة التوترات في الشرق الأوسط قبيل الانتخابات الأمريكية المقبلة. كما تعكس، وفق تقديرات المراقبين، تنامي نفوذ قطر كوسيط إقليمي لا يمكن تجاوزه حتى من قبل حلفاء إسرائيل المقربين.

ويرى بعض الخبراء أن صياغة نص الاعتذار داخل البيت الأبيض تمثل سابقة دبلوماسية خطيرة، إذ تعني أن واشنطن تتحكم مباشرة في الخطاب الإسرائيلي الرسمي تجاه الدول العربية، ما يضعف صورة تل أبيب كقوة مستقلة في الإقليم.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5