أثارت صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي المصرية تُظهر خط سير طائرة الوفد الإسرائيلي إلى شرم الشيخ، مرفقة بعبارة "ممنوع المرور فوق سيناء"، جدلاً واسعًا وتفاعلاً كبيرًا، خاصةً مع تزامن الزيارة مع الذكرى الثانية والخمسين لحرب أكتوبر 1973، التي ما زالت رمزًا وطنيًا خالدًا في الوجدان المصري.
وبحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن المصريين استقبلوا الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات شرم الشيخ المتعلقة بوقف الحرب في غزة، بموجة من السخرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ربط العديد من المستخدمين بين موعد المباحثات وذكرى "نصر أكتوبر"، معتبرين أن اختيار التوقيت من قِبل القاهرة ليس صدفة بل "رسالة رمزية" واضحة.
وقالت الصحيفة إن تعليقات المصريين تنوعت بين التهكم والاعتزاز، إذ نشر البعض صورًا لطائرات مقاتلة مصرية فوق قناة السويس مع عبارات مثل "مرورنا فوقهم ليس جديدًا"، فيما كتب آخرون: "من أكتوبر 1973 إلى أكتوبر 2025.. التاريخ يعيد نفسه لكن من موقع القوة".
وأشار التقرير إلى أن الوفد الإسرائيلي غادر تل أبيب متوجهًا إلى شرم الشيخ قرابة الساعة الثانية ظهرًا، وهو نفس التوقيت الذي بدأت فيه حرب أكتوبر قبل 52 عامًا، ما أضفى بعدًا رمزيًا إضافيًا على المشهد.
وأضافت يديعوت أحرونوت أن المصريين احتفلوا على مدار الأيام الماضية بذكرى "انتصار السادس من أكتوبر"، الذي يُعرف في إسرائيل بـ"حرب يوم الغفران"، معتبرة أن توقيت المحادثات مع إسرائيل في هذا اليوم تحديدًا يعكس مفارقة لافتة في العلاقات المصرية – الإسرائيلية، بين ذاكرة الحرب وواقع التفاوض.
وتابعت الصحيفة أن وسائل الإعلام المصرية والعربية أولت اهتمامًا خاصًا بتزامن الحدثين، مشيرة إلى أن بعض النشطاء وصفوا المفاوضات بأنها "استكمال للنصر الدبلوماسي" الذي بدأ في 1973، بينما رآها آخرون محاولة من إسرائيل لاستغلال المبادرة المصرية لوقف الحرب في غزة تحت غطاء من الرمزية التاريخية.
تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية منذ مطلع الأسبوع جولة جديدة من المفاوضات بين وفد إسرائيلي وآخر من حركة "حماس"، برعاية مصرية – قطرية – أميركية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين الجانبين.
وتأتي هذه المباحثات وسط تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، فيما تسعى القاهرة إلى الحفاظ على دورها المحوري كوسيط رئيسي في الأزمة الفلسطينية – الإسرائيلية.