تواجه لبنان تحديات مركبة على الصعيدين الداخلي والدولي، تجعل دوره في المنظمات العالمية، وعلى رأسها اليونسكو، ذا أهمية استثنائية.
تؤكد المندوبة الدائمة للبنان لدى اليونسكو هند درويش، خلال كلمتها أمام المجلس التنفيذي، أن لبنان يمر بأزمة متعددة الأبعاد تشمل الاقتصاد، والمجتمع، والبنية التحتية، والتراث الثقافي، مما يفرض الحاجة الماسة إلى دعم فاعل من الدول الأعضاء والمنظمة نفسها.
يبعث دعم اليونسكو برسائل متعددة: فهو يسهم في حماية التراث الوطني الذي تعرّض للخطر بسبب الانفجار المدمّر في بيروت والحرب، ويؤكد الالتزام بالقانون الدولي والإنساني في مواجهة الاحتلال واعتداءات إسرائيل على الجنوب. كما يعكس دعم الدول الأعضاء ثقة المجتمع الدولي بقدرة لبنان على تجاوز أزماته، ويعطي الشرعية لجهود الحكومة والمؤسسات اللبنانية في تعزيز التعليم والثقافة والمبادرات الإنسانية.
تداعيات هذا الدعم لا تقتصر على المدى القريب؛ إذ يمتد إلى تعزيز الاستقرار الاجتماعي من خلال توفير فرص تعليمية وحماية للتراث، ما يخفف آثار النزوح الداخلي والهجرة، كما يخلق مساحة دبلوماسية للبنان لتأكيد مواقفه في ملفات المنطقة، بما فيها المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط، ما يتيح له التفاعل مع القوى الدولية والإقليمية بشكل متوازن.
إن غياب هذا الدعم سيؤدي إلى تفاقم أزمة الثقة في المؤسسات الوطنية، وزيادة الضغوط على التعليم والتراث، وتقلص قدرة لبنان على لعب دور فاعل في الساحة الدولية. لذا، يشكّل تعاون اليونسكو والدول الأعضاء حافزًا للاستقرار والتعافي، ويؤكد أن الانتعاش الوطني مرتبط بشكل وثيق بالشراكات الدولية، وبإعادة بناء القدرات المحلية ضمن أطر تحترم القانون الدولي وحقوق الإنسان.