بيروت تستعد لاستعادة دورها كمركز ثقافي واجتماعي وتجاري في المنطقة، بعد سنوات شهدت فيها العاصمة تراجعاً في نشاط المؤتمرات والمعارض نتيجة الأزمات الاقتصادية والسياسية. وفي هذا السياق، يُعد مؤتمر "أنا لبنانية عربية" في نسخته الثالثة، فرصة لإبراز دور المرأة اللبنانية والعربية في النهضة الاقتصادية والاجتماعية.
خلفيات انعقاد المؤتمر:
تنطلق فعاليات المؤتمر في 22 تشرين الأول الجاري، بتنظيم من جمعية السيدات القياديات في لبنان، بمشاركة وفود نسائية من عدة دول عربية، أبرزها الإمارات ومصر والكويت وسوريا والأردن، الهدف من المؤتمر هو تعزيز التواصل بين النساء اللبنانيات والعربيات وفتح آفاق للاستثمار والابتكار في المنطقة، بعد توقف النسخة السابقة في 2024 بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية.
دور المرأة اللبنانية في المؤتمر:
تسعى النسخة الثالثة لإبراز مساهمة المرأة اللبنانية في مجالات الاقتصاد والمجتمع، وتسليط الضوء على قدرتها على مواجهة التحديات المحلية والإقليمية. المؤتمر يعكس أيضًا رغبة في إعادة تشجيع السيدات على الانخراط في النشاط الاقتصادي وتأسيس مشاريع تجارية صغيرة ومتوسطة، بما يسهم في تحريك العجلة الاقتصادية المحلية.
أهمية التشبيك العربي:
من أبرز أهداف المؤتمر تأسيس اتفاقية Levant Business Union Women بين لبنان وسوريا والأردن، لتعزيز التعاون بين سيدات الأعمال في البلدان الثلاثة. هذا المشروع يوفر منصة لدعم الاستثمارات النسائية وتبادل الخبرات والأفكار الخلاقة، ويشكل خطوة عملية لتعزيز العلاقات الاقتصادية الإقليمية.
تأثير المؤتمر على الاقتصاد والاستثمار:
المؤتمر يوفر فرصًا لتطوير مشاريع استثمارية مشتركة بين النساء اللبنانيات والعربيات، ويتيح الاطلاع على أحدث الأفكار والابتكارات في مجالات التجارة والخدمات. ويأمل منظمو المؤتمر في إقامة نسخة سنوية مزدوجة لزيادة انعكاساتها الاقتصادية، ودعم استقرار القطاع النسائي في سوق العمل.
عودة بيروت لاستضافة هذا النوع من المؤتمرات يعكس رغبة في إعادة المدينة إلى مكانتها الطبيعية كمركز للنهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كما يبرز المؤتمر دور المرأة كعنصر فاعل في تحقيق التنمية المحلية والإقليمية، ويعطي إشارات إيجابية حول قدرة لبنان على تجاوز أزماته وإعادة جذب الاستثمارات العربية والدولية.