روسوس يكشف خفايا انفجار مرفأ بيروت

2025.10.07 - 04:56
Facebook Share
طباعة

بعد أكثر من خمس سنوات على الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية وأسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى، يقترب ملف تفجير مرفأ بيروت من مرحلة حاسمة. توقيف مالك سفينة "روسوس" إيغور غريتشوكيف في بلغاريا، وموافقة السلطات هناك على تسليمه للقضاء اللبناني، يفتح الباب أمام إمكانية الحصول على إفادات حاسمة تكشف تفاصيل إدخال السفينة وحمولتها من النيترات إلى بيروت، وتعيد ملف التحقيق إلى محور اهتمام اللبنانيين والعالم.

خطوة قضائية مهمة ورهانات متعددة:

تُعد موافقة بلغاريا على تسليم الموقوف خطوة قانونية بالغة الأهمية، لكنها تطرح تساؤلات حول ما إذا كان غريتشوكيف يملك معلومات دقيقة حول تورط الأطراف اللبنانية والدولية في عملية إدخال السفينة. كما يمثل عامل الوقت تحديًا كبيرًا، إذ تنتهي مهلة احتجازه في 13 تشرين الأول الجاري، وقد تعرقل الإجراءات الرسمية الطويلة، من مراسلات واستدعاءات قضائية، استجوابه ضمن المهلة القانونية.

دعاوى عويدات.. عقبة مستمرة أمام التحقيق

يواجه المحقق العدلي طارق البيطار تحديات قانونية داخلية، تمثلها الدعاوى المتعددة التي رفعها القاضي المتقاعد غسان عويدات ضده. منذ 2023 وحتى اليوم، حاول عويدات تقويض صلاحيات البيطار ووقف تحقيقاته، مستندًا إلى مزاعم "اغتصاب السلطة" و"أخطاء جسيمة" في إجراءات التحقيق. هذه الدعاوى، على الرغم من تعليق بعضها، لا تزال تشكل عقبة أمام التحرك السريع لاستجواب الموقوف، وتؤثر على مسار العدالة في ملف حساس جدًا بالنسبة للشعب اللبناني.


استرداد الموقوف: إجراءات دولية معقدة

وفق وسائل إعلام محلية، تم استكمال جميع الإجراءات الرسمية مع السلطات البلغارية، بما فيها النقاش حول عقوبة الإعدام. وفي حال تسليم الموقوف، سيتم التحقيق معه مباشرة من قبل المحقق العدلي، أو من قبل قاضٍ ينتدب لهذا الغرض في حال انتهاء المهلة القانونية دون التسليم.

يمكن للموقوف أيضًا الحضور طواعية للمثول أمام القضاء اللبناني، ما يلغي الحاجة لمذكرة توقيف غيابية، ويتيح استجوابه تحت إشراف السلطات الأمنية البلغارية.

الخلفيات القانونية والسياسية:

على الرغم من التقدم، يظل الملف محاطًا بتعقيدات قانونية وسياسية. الدعاوى المتعددة ضد البيطار، والخلافات بين القضاء والنيابة العامة التمييزية، تعكس حجم الصعوبات التي تواجه التحقيق في جريمة وطنية كبرى. كما أن تأخير تسليم الموقوف أو رفضه قد يعيد تجربة الإسبان مع جورج مورانو، حيث تعثرت جهود القضاء اللبناني في استدعائه.

خواتيم الملف: مؤشرات إيجابية

يرى المحامون أن استجواب مالك السفينة يمثل مفتاح المرحلة الأخيرة في التحقيق، "الملف أصبح في مرحلة متقدمة، والعد التنازلي يبدأ عندما تشرع النيابة العامة التمييزية بالمطالعة بالأساس بعد انتهاء التحقيقات". هذه المرحلة قد تكشف الكثير من تفاصيل الجريمة، وتحدد المسؤوليات المباشرة وغير المباشرة عن استقدام وحفظ مواد النيترات في المرفأ، وتعيد جزءًا من العدالة لأهالي الضحايا والجرحى.

بعد خمسة أعوام وشهرين، يقترب ملف تفجير مرفأ بيروت من خواتيمه القانونية، وسط رهانات على تعاون دولي وإجراءات قضائية دقيقة. استجواب مالك "روسوس" سيكون الخطوة الفعلية نحو كشف أسرار ما جرى، وتقديم إجابات طال انتظارها للبنانيين حول واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ العاصمة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9