أزمة نفاد الطحين في محافظة السويداء تكشف هشاشة منظومة توزيع المواد الأساسية، وتوضح مدى اعتماد الأفران على الإمدادات المركزية دون وجود مخزون احتياطي يضمن استمرار العمل في حال أي توقف للشحنات، حاجة المحافظة اليومية إلى نحو 120 طنًا من الطحين مقابل وصول 402 طن فقط خلال الأسبوع الماضي، تبرز فجوة كبيرة بين الطلب والعرض، ما يجعل عمل الأفران العامة شبه متوقف ويزيد معاناة السكان.
ما وراء تأثير الأزمة على السكان:
النقص الحاد في الخبز يتزامن مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية وانقطاعها، ما يزيد العبء على الأسر محدودة الدخل ويضعف قدرتها على تأمين الاحتياجات اليومية من الغذاء والدواء والمحروقات. محدودية الإنتاج لدى الأفران الخاصة، التي لا تكفي لتغطية ربع الحاجة اليومية، غياب بدائل فعّالة في السوق المحلي، وتوضح مدى ضعف آليات الدعم الاقتصادي والتوزيع في المحافظة.
ما وراء الحصار وتدهور البنية الاقتصادية:
الوضع في السويداء يظهر علاقة مباشرة بين الحصار المفروض على المحافظة وتراجع القدرة الشرائية للسكان، إذ تعيق قيود حركة البضائع وصول الموارد الأساسية وتزيد الضغوط على الأفران والأسواق المحلية، هذه الخلفيات السياسية والاقتصادية تجعل الأزمة الغذائية أكثر تعقيدًا، وتزيد من احتمالات حدوث أزمة اجتماعية إذا استمر نقص المواد الأساسية.
ما وراء المخاطر المستقبلية:
استمرار نقص الطحين يهدد بانقطاع كامل للخبز، ما يزيد من معاناة الأهالي ويجبر السلطات على تأمين شحنات عاجلة. هذه الأزمة مؤشرًا على نقص الأمن الغذائي وقدرة المحافظة على مواجهة الصدمات الطارئة، ما يستدعي مراجعة سياسات توزيع الطحين وتعزيز المخزون المحلي لتغطية الحاجة اليومية على الأقل.
أزمة الخبز في السويداء تبين تراكمات اقتصادية وسياسية أكبر من مجرد نقص الطحين، إذ أن الاعتماد على الإمدادات المركزية، الحصار المستمر، ارتفاع الأسعار، وضعف المرونة الاقتصادية كلها عوامل تزيد من ترنح المحافظة.
معالجة الأزمة تتطلب مقاربة شاملة تشمل تحسين توزيع الطحين، دعم القدرة الشرائية للسكان، وتوفير مخزون احتياطي يضمن الأمن الغذائي ويحد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.