استطلاع أميركي: غالبية اليهود في الولايات المتحدة يحملون نتنياهو مسؤولية جرائم الحرب في غزة
كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست أن غالبية اليهود الأميركيين ينظرون بسلبية إلى أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
ووفقاً لنتائج الاستطلاع، الذي أجري بين 2 و9 سبتمبر وشمل 815 مشاركاً من اليهود الأميركيين، فإن نحو 68% قيّموا أداء نتنياهو بشكل سلبي، بينما أعرب 48% عن رفضهم للعمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل في غزة.
الأكثر لافتاً أن ما يقارب 61% من المشاركين أقروا بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب ضد المدنيين في القطاع، وهي نسبة غير مسبوقة في الأوساط اليهودية الأميركية التي ظلت لعقود تمثل قاعدة دعم تقليدية لإسرائيل في الولايات المتحدة.
تأتي هذه النتائج في لحظة سياسية حساسة، إذ أعلنت حركة "حماس" مساء أمس أنها سلمت الوسطاء ردها على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب في غزة. وقد رحّب ترامب بموقف الحركة، معتبراً أن قبولها بالخطة يعكس استعداداً لسلام دائم، داعياً إسرائيل إلى وقف القصف فوراً.
الاستطلاع يبرز في سياق أوسع من التباين داخل المجتمع الأميركي اليهودي، حيث تتزايد الانقسامات بين مؤيدين لسياسات إسرائيل التقليدية وبين جيل جديد يرفض الانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين، ويرى أن استمرار الحرب يهدد صورة إسرائيل في الغرب.
لطالما اعتُبر اللوبي اليهودي الأميركي أحد أعمدة الدعم الأساسي لإسرائيل في الساحة السياسية الأميركية. غير أن استطلاعات الرأي الأخيرة تكشف عن تحولات عميقة داخل هذه القاعدة، في ظل تزايد الانتقادات للعدوان على غزة وما خلّفه من آلاف الضحايا والمفقودين تحت الأنقاض.
ويرى محللون أن هذه التحولات قد تؤثر على مستقبل العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية، خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الأميركية وتصاعد الضغوط على البيت الأبيض لإعادة النظر في دعمه غير المشروط لإسرائيل.
