دخلت تطورات الحرب في غزة منعطفًا سياسيًا جديدًا بعد إعلان حركة "حماس" موافقتها على الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار. وأكدت الحركة أن مصر ستستضيف قريبًا مؤتمرًا فلسطينيًا شاملًا لبحث مستقبل القطاع، في خطوة وصفت بأنها تمهيدية لتوحيد السلطة الفلسطينية.
قال قيادي في "حماس"، السبت، إن الحركة أبلغت الوسطاء استعدادها للبدء الفوري في تنفيذ عملية التبادل مع إسرائيل بمجرد التوصل إلى تفاهمات ميدانية، مشددًا على أن الحركة جاهزة كذلك لبدء مفاوضات "لاستكمال كافة القضايا" العالقة.
وأوضح القيادي أن القاهرة ستبدأ خلال الأيام المقبلة التحضيرات لعقد مؤتمر وطني فلسطيني يضم مختلف الفصائل، بهدف مناقشة سبل إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. ومن المقترح، وفق ما نُقل عنه، تشكيل لجنة أو هيئة انتقالية من شخصيات وكفاءات مستقلة لإدارة القطاع بشكل مؤقت إلى حين استعادة وحدة السلطة الفلسطينية على كامل الأراضي المحتلة.
وكانت "حماس" قد أعلنت، يوم الجمعة، موافقتها على الإفراج عن كل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها، في خطوة رحّب بها ترامب واعتبرها "تحركًا إيجابيًا"، مؤكدًا أنها تمثل أفضل فرصة لتحقيق السلام منذ نحو عامين.
لكن خطة الرئيس الأمريكي تتضمن بنودًا إضافية لا تزال موضع خلاف، أبرزها مطالبة "حماس" بنزع سلاحها وسحب مقاتليها من قطاع غزة مع نهاية الحرب، وهو ما لم تشر إليه الحركة في موقفها الأخير.
دعا ترامب إلى وقف فوري للقصف الإسرائيلي على غزة، معربًا عن أمله في أن تشكل التطورات الأخيرة أساسًا لتسوية سياسية أوسع. وأضاف أن واشنطن ستواصل العمل مع مصر وقطر والأمم المتحدة لضمان تنفيذ الاتفاق.
تأتي هذه التطورات بعد أشهر من حرب مدمرة في غزة، خلّفت آلاف القتلى والجرحى ودمارًا واسعًا في البنية التحتية، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية. وتُعتبر مصر لاعبًا رئيسيًا في الملف الفلسطيني نظرًا لارتباطها المباشر بقطاع غزة وحدودها المشتركة، فضلًا عن تاريخها الطويل في رعاية الحوار الفلسطيني الداخلي.